الرئيسية » » ارتباك الملاك أمام الشاعر والطاغية | عبد المقصود عبد الكريم

ارتباك الملاك أمام الشاعر والطاغية | عبد المقصود عبد الكريم

Written By كتاب الشعر on الخميس، 18 ديسمبر 2014 | ديسمبر 18, 2014

ارتباك الملاك 
أمام الشاعر والطاغية

حين ينتابُه الضجَرُ يفكِّرُ فى أشياءَ غريبةٍ 
يُفكِّرُ اليومَ مثلًا فى ملاكِ الموتِ
لا يفكر فى الملاكِ نفسِه 
يفكر فى الآليةِ التى يعمل بها الملاك
يُفكِّرُ: لابد أنه عملٌ روتينىٌّ 
وبعدَ قرونٍ كئيبةٍ من الخبرة لابدَّ أنه سهلٌ ومملل
بطرقٍ متماثلةٍ يقتنصُ الملاك ملايينَ الأرواحِ المتماثلة
لكن ليس هذا ما يفكِّرُ فيه بالضبط 
يفكِّرُ فى ارتباكِ الملاك أمامَ الشَّاعرِ والطاغية
(ينصرف رفاقه الشعراء عن القراءةِ هنا 
ويتمتم أحدهم: "صار خَرِفًا حقًّا
كيف يعطف الطاغية على الشاعر؟")

ليبرأ من التفكير فيه
يحاولُ الانتهاء من الطاغيةِ أولًا 
وظيفةُ الملاكِ اقتناصُ الأرواحِ
ووظيفة الطاغية أيضًا
لكنَّ الملاك يصعد بالأرواح 
والطاغية يهبط بها 
لكن ما يشغله هنا أن الملاك حين يأتِى إلى الطاغيةِ لا يجدُ ما يقتنص
يحتارُ: "عاش عمرًا يبدد الأرواح بعد أن بدد روحه
بم أعودُ اليوم؟" 
يحتارُ ويحتار ثم يحمل جثة ثقيلة 
يفتشها على مهل فى السماء
وبعد أن يحل به التعب 
يقتنص أى شىء ويسميه روحًا 
وقبل افتضاح الأمر يلقى به فى الجحيم مباشرة.

لكن حيرتَه الكبرى تتجلَّى أمامَ الشَّاعرِ 
لا يجدُ إلا روحًا موزعة فى كل ما حولها
ولا يعرفُ أى عضو يقتنصُ 
ولا يعرف من يموتُ حين يقتنص روحَ الشاعر؟

مرةً أخرى ينتابُه الضجرُ ويفكِّرُ فى أشياءَ غريبةٍ
يفكر: بعد أنْ يقتنصَ الملاكُ روحَ الشَّاعرِ
إلى أين يمضِى بها؟ 
يحتار طويلًا ولا يصلُ إلى قرار
كانتْ حياتُه ملتبسةً تمامًا وكلماتُه
إلى أين يمضِى الملاكُ؟ 
ربما يمينًا
ربما يسارًا
ربما حيث ينتفى اليمينُ واليسارُ
ربما يفتِّشُ عن موضعٍ لم يبتكرْه الرب بعد.

بعد أن يقتنصَ الملاكُ روحَ الشَّاعرِ 
إلى أين يمضى؟

5/ 9/ 2012


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads