الرئيسية » » ارفع عصاكَ عاليةً.. سأذبحكَ بعنقودِ موسيقى | جمال القصاص

ارفع عصاكَ عاليةً.. سأذبحكَ بعنقودِ موسيقى | جمال القصاص

Written By هشام الصباحي on الخميس، 18 ديسمبر 2014 | ديسمبر 18, 2014

ارفع عصاكَ عاليةً.. سأذبحكَ بعنقودِ موسيقى
---------------------------------------
سأنتهي منكَ
لم تعد لديَّ خساراتٌ مبهجة 
لم أعد قابلا للنسيان أو التذَّكر
تركتُ لكَ الجسرَ
علامةَ الوصول إلى المقبرة
سأذبحكَ بحرفٍ بارد
بعنقودِ موسيقى
ستون عاما فوق الحافة
ولم يختل توازنكَ
ستون عاما
تدعي أننا ولدنا من ومضة جرح
ماذا علمتني:
أن أسندَ اللغةَ بهزّة السطر
أن أسندَ النورَ بالسواد
انتهت معادلةٌ أنا الليلُ وأنتَ النهار
أنا المجهولُ وأنتَ المعلوم
أنا الضعفُ وأنت القوة
لا أمانةَ لك في عنقي
كنتَ بديلا سيئا لامرأةٍ جرحتْ القميص
لحلمٍ لم يزل يثرثرُ في أذن الليل.
ابتعد عني
لا صلحَ بيننا / عيناي مغمضتان عنك/
ابحثْ وحدك فوق الرَّف /في الحديقة/
في الشوارع /في البارات/ في الدستور
لا شيءَ يمنحكَ حقَّ تغيير مؤخرة الأريكة
أو نَتْفَ سطرين من فروة النَّص
يداك ملوثتان بآثار قبلة تركتني عاريا
في ظلي / في كهفي
العالمُ أبعد منِّي ومنك
صار قبوا للصوص .
هيا .. انصرف دون ضجيج
أقراصكَ المهدِّئةُ لا تسندُ أمعائي
لا تصلحُ لرتق الوقت.
أنا خبَّازُ وجودي وعدمي لا أحتاجُ لمغفرتك
أو إثمك.. انظر :
كلُّ شيء في مكانه..
التلفازُ يجتهد في التقاط الأحداث
كومةُ الأوراق انحلَّ وسطُهَا
بقايا البسطرمة تنسج مرثيةً مجهولةَ الدَّسم
ساعةُ الحائط اختفى عقرباها
لا دقائقَ/ لا ثواني
لا لحظاتَ / لا زمن ..
أفركٌ صدري ليمرَّ الهواءُ بلا كسل
وحده ينتحبُ في حِجري.. يتمتم :
نحن شركاءُ اللاشيء
منحتكَ حريَّةَ الغصن
لكنك دائما تحنُّ لعطش الجذور
صعبٌ أن تخسرَ حتى نزواتي
ألا تجدَ طريقةً أخرى تدلُّ عليك .
سيظل هناك من يحلمُ بالثورة
من يحلمُ بالحب
من يحلمُ بالخبز .
وحدهم الشعراءُ يعرفون شغفَ الصدفة
يعشقون جراحا لم يتفقوا عليها
لكنهم يمتثلون لنشوة القناع
حين تصبح الأماكنُ خطرة
أو مسرحا فارغا من الدموع .
هيا .. خُذْ حصّتكَ منِّي
ليس سواكَ مَن علَّمني السحر
ليس سواك من سرقني من الميلاد حتى الموت
أيها الشِّعر ..
ارفع عصاكَ عاليةً
انتظرني ..
حتى ألمَّ كراريسَ الدَّرس !

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads