عَذَابُ قَلْب
2000/7/5
قَـدَرٌ يَخُطُّ مِن الدمـوعِ تَشَردي *** ومن الجراحِ يَسيلُ نَزْفُ تَوَرُّدِي
تَدْمَى العيونُ عَلى زَمانِ مَوَدَّةٍ *** رَوَّى الفؤادَ بِكلِ عِطرٍ أَمْرَدِ
عامانِ مَرَّا كَانَ يَمْلكُ فِيهِمَا *** حُسْنَ الحَيَاةِ وكلَّ عَرْشٍ عَسْجَدِ
وَيَمُدُّ نَبْعَ العَاشِقِينَ رَوَافِدًا *** مِنْ ماءِ عَدْنٍ قَدْ سَرَيْنَ لِمَعَبَدِي
قَـدْ كانَ عَذْبًا طاهرًا كحبيبتي *** قد كان ضوءًا من سَنَاءِ المَسْجِدِ
عامانِ مَرَّا ثُمَّ ماتتْ فَرْحَتي *** أَوَّاهُ حُبِّيَ كيف بَعْدَكِ أَهْتَدِي
أَوَّاهُ تَلْقَاني النجومُ ثَوَاكِلٌ *** وَقُروحُ عَيْنِيَ تَسْتبيحُ تَسَهُّدِي
أَلْقَى نَوائِبَ فَوْقَ حَمْلِ كَواهِلي *** هيَ كالذئابِ تَحُومُ حَولَ مُقَيَّدِ
مـا عُدْتُ أشْعرُ بالزمانِ إذا انْقَضى *** أو بالصقورِ على رُفَاتِيَ تَعْتَدِي
أسْعَى لِصَحْبِيَ بَاسِمًا مُتضَاحِكًا *** والجَوْفُ يَهْدِرُ مثلَ مِرْجَلِ مَوْقِدِِ
وَأَفِيئُ مِنْ حَرِّ الفَلاةِ لِظُلَّةٍ *** والظِّلُّ بَعضٌ مِن عَذابٍ سَرْمَدِي
أُسْقَى الحَبَابَ لِكَيْ تَتِيهَ خَوَاطِري *** وَيضيعَ عَقْليَ أو يَذوبَ تَمَرُّدِي
لكنني أبقَى سليمَ جَوَانِحٍ *** عَلَّ الحَبِيبَ يَعُودُ يَذْكرُ مَوْعِدِي
وأعيشُ في الدنيا تَعيسَ خَوَاطرٍ *** هِيَ كالأَتُونِ تُـزِيدُ حُمَّةَ أَرْمَدِ
فَـإذا أردتُ النومَ تُجْمِرُ مِضْجَعِي *** وتُحِيلُني شَخْصًا يخافُ من الغَدِ
فَيهُدُّنِي من أَلْفِ أَلْفِ تَوَهُّمٍ *** حزنُ يُجفِّف كُلًّ نَبْعِ تَفَرُّدِي
ويَهدُّنِي شَوْقٌ لِعُمْرٍ قدْ مَضَى *** هوَ لن يَعُودَ فقدْ تَدَاعَتْ أَزْنُدِي
هـوَ لن يعود فقد تَحطًّمَ مَرْفَأي *** والبحرُ أظلمَ للضبابَ سَيَرتدِي
هـو لن يعود فَذاكَ شاهدُ قَبْرهِ *** وجوارهُ سيكونُ شاهدُ مَرْقَدِي
ذَا دَيْدَنُ الدُّنْيا تَرُومُ عذابنا *** وتُعيدُ قَيْدَ اليَأْسِ دَوْمًا في يدِي