الرئيسية » » عَذَابُ قَلْب | محمد عبد الغني

عَذَابُ قَلْب | محمد عبد الغني

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 22 سبتمبر 2014 | سبتمبر 22, 2014

عَذَابُ قَلْب
2000/7/5


قَـدَرٌ يَخُطُّ مِن الدمـوعِ تَشَردي *** ومن الجراحِ يَسيلُ نَزْفُ تَوَرُّدِي

تَدْمَى العيونُ عَلى زَمانِ مَوَدَّةٍ *** رَوَّى الفؤادَ بِكلِ عِطرٍ أَمْرَدِ

عامانِ مَرَّا كَانَ يَمْلكُ فِيهِمَا *** حُسْنَ الحَيَاةِ وكلَّ عَرْشٍ عَسْجَدِ

وَيَمُدُّ نَبْعَ العَاشِقِينَ رَوَافِدًا *** مِنْ ماءِ عَدْنٍ قَدْ سَرَيْنَ لِمَعَبَدِي

قَـدْ كانَ عَذْبًا طاهرًا كحبيبتي *** قد كان ضوءًا من سَنَاءِ المَسْجِدِ

عامانِ مَرَّا ثُمَّ ماتتْ فَرْحَتي *** أَوَّاهُ حُبِّيَ كيف بَعْدَكِ أَهْتَدِي

أَوَّاهُ تَلْقَاني النجومُ ثَوَاكِلٌ *** وَقُروحُ عَيْنِيَ تَسْتبيحُ تَسَهُّدِي

أَلْقَى نَوائِبَ فَوْقَ حَمْلِ كَواهِلي *** هيَ كالذئابِ تَحُومُ حَولَ مُقَيَّدِ

مـا عُدْتُ أشْعرُ بالزمانِ إذا انْقَضى *** أو بالصقورِ على رُفَاتِيَ تَعْتَدِي

أسْعَى لِصَحْبِيَ بَاسِمًا مُتضَاحِكًا *** والجَوْفُ يَهْدِرُ مثلَ مِرْجَلِ مَوْقِدِِ

وَأَفِيئُ مِنْ حَرِّ الفَلاةِ لِظُلَّةٍ *** والظِّلُّ بَعضٌ مِن عَذابٍ سَرْمَدِي

أُسْقَى الحَبَابَ لِكَيْ تَتِيهَ خَوَاطِري *** وَيضيعَ عَقْليَ أو يَذوبَ تَمَرُّدِي

لكنني أبقَى سليمَ جَوَانِحٍ *** عَلَّ الحَبِيبَ يَعُودُ يَذْكرُ مَوْعِدِي

وأعيشُ في الدنيا تَعيسَ خَوَاطرٍ *** هِيَ كالأَتُونِ تُـزِيدُ حُمَّةَ أَرْمَدِ

فَـإذا أردتُ النومَ تُجْمِرُ مِضْجَعِي *** وتُحِيلُني شَخْصًا يخافُ من الغَدِ

فَيهُدُّنِي من أَلْفِ أَلْفِ تَوَهُّمٍ *** حزنُ يُجفِّف كُلًّ نَبْعِ تَفَرُّدِي

ويَهدُّنِي شَوْقٌ لِعُمْرٍ قدْ مَضَى *** هوَ لن يَعُودَ فقدْ تَدَاعَتْ أَزْنُدِي

هـوَ لن يعود فقد تَحطًّمَ مَرْفَأي *** والبحرُ أظلمَ للضبابَ سَيَرتدِي

هـو لن يعود فَذاكَ شاهدُ قَبْرهِ *** وجوارهُ سيكونُ شاهدُ مَرْقَدِي

ذَا دَيْدَنُ الدُّنْيا تَرُومُ عذابنا *** وتُعيدُ قَيْدَ اليَأْسِ دَوْمًا في يدِي

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads