كمعطفٍ قديمٍ
محشوٍّ بفراغِ الراحلين
أخرجُ للشّارعِ في اللّيل ,
والرّياحُ غربانٌ سود
لا شيءَ يثيرُ غضبَها
سوى الفراغِ المكدّسِ ,
تطرحُني على الرصّيفِ المُتهالكِ
تقضمُ ياقتي الجرذانُ
فتقشعرّ ,
ترفعُني على أعمدةِ كهرباءٍ صدِئة
فيضيءُ الحزنُ بجيبي
وينطفىء ,
أسقطُ على نافذةٍ لأرملةٍ
كانتْ تقشّرُ عن جسدِها النّحيلِ
أصابعَ من رحلوا ,
وسعالُها اليابسُ كصخرةٍ أحرقتْها الشّمسُ
يعلِقُ بأكمامي
ينسلُّ داخلي منهكاً من التّعب
يقتاتُ ويكبرُ من فراغي ,
عدتُ إلى بيتي
عوداً من غابٍ ثقبَهُ سعالٌ
صرتُ كنايٍ هشٍّ مبحوح
ونمت وحيداً وكثيفاً
كجرحٍ عميقٍ
مفتوح