في السَنَة السابعة مِن الحَرب كُنتُ في رابية أُدَحْرجُ
أيَّام شَبابي وأكْشط عَن موتي فِتَن الدبَّابات والصَلْيات
الطائشة للرشاشات الاوتوماتيكية. كانَت تفزعني
المخادعة. لا أُريد أن أُقتَل مِن أجل ما اعْتَبَرْتهُ مَجد
خراء مُصفَّى. مطابقة الصَدْمة والتَلْميحات حَول
لحظة موتي. أضْنَتْني بعنف. الحَرب حظيرة يَتَناثر
فيها الصوف. الخزي يُمسِّد شَعَر راسه. عَزفْتُ في
بَلْدَةٍ هروبي مِن المَذْبَحة وَصَفَعْتُ المدفع الذي انفَجَر
بذبْحة صَدرية. مقصَّات وَشَفرات وَسَكاكين تَمْشي
في ظلال النهار. أنا أحلمُ بانتزاع خزانة مِن مَعْبد،
أدفعها الى الأطفال في المَدارس والعمّال والفتى
الذي يَفْرك الأفعى بَين فخذيه. استَرْخيتُ على قش
جروحي وانتظرتُ وصول المَراكب. إوزة تَتَبوَّلُ على
الرايات المَرْفوعة فوق أبْنية الحَرب، صَعَدَت مَعي
وأبْحَرْنا نوزِّعُ قَصَب السكَّر على القتلى في العالم.