الرئيسية » » من سيرة سيدالماء | أحمد هلال

من سيرة سيدالماء | أحمد هلال

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 12 سبتمبر 2014 | سبتمبر 12, 2014

                                                                    من سيرة سيدالماء

 

لقارب صيدٍ يعوم بعكازتين 

لمن سوف يمشي على الماء 

يلتقط الشمسَ عند يمينه 

ويأكلُ ما يخبز الموج 

هنا موجتان 

وفي الليلِ يرقد بينهما 

فالسريرُ هو البحر 

يفرشه بالنجوم 

ويجعل من قمرينِ

وسادة 

ينامُ 

وأقدامه الشاطئان 

البيوتُ الشعيرات 

والناسُ ما ينفخ الله في الرمل 

يحلمُ 

ينتزعُ الحلم 

يجعل منه بيوتاً 

لمن أخذ البحرُ في جيبه 

من رهائنَ 

فالملكُ البحر 

والحياةُ الملك 

والمسافةُ بينهما رقعةُ الشطرنج 

ويصحو 

هنا موجتانِ 

بأيهما يتزوجُ 

يلدُ مغامرةً 

ثم يأخذها من يديها 

وحين تنامُ المجرةُ 

يقطفُ نجمين 

تجوعُ 

فيعطي لها واحداً في رغيفٍ 

وفي جيبها يتكاثرُ آخر 

يسيران نحو السواحلِ 

يقتربان 

هنالك تجلس سيدةٌ 

أجلستْ حولها الانتظار 

وفي يدها 

قميصٌ يلوِّح للموج 

علَّ صاحبه  

جعلَ من الموجِ بغلتَه 

قادماً من بعيد 

وطفلان يرسمُ أحدهما شارعاً 

وآخر يرسم فوق الرمالِ مربع 

كان يمكن أن يُصبح الآن هذا المربعُ 

شاشةَ عرضٍ عن البحر 

أو كان يمكنُ أن يصبح الآن بيتاً 

لزوجٍ وبنتٍ تُسمَّى مغامرةً 

وموجة 

يسيران نحو السواحلِ 

يقتربان 

السماواتُ تقصفُ ما رسم الطفلُ 

بالمطرِ العاطفيّ 

الضحايا 

لم يُولدوا بعد 

والرملُ لم يبدِ أي مقاومةٍ 

وحدها الآن تلك المظلةُ 

جيشُ دفاع 

يجيئان تحت المظلةِ 

والساحلُ الآن 

نصفُ رغيفٍ على شعلةٍ 

والغبارُ دخان 

والتفت الساقُ بالساق"

عندئذٍ تُخرج البنتُ نجمين من جيبها

فترميهما 

يصعدان مكانهما 

كعيني مجرة 

ويطوي الفضاءُ ستائرهُ 

لتنتهيَ الحرب 

والبنتُ ترسمُ 

ما رسم الطفلُ فوق الرمال 

الشاطئُ الآن 

يمسك قارب صيدٍ 

ولكن بلا أي عكازتين 

ليأتيَ بحَّارةٌ 

يصنعون خياماً من الموج


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads