الرئيسية » » كابوس التمام | غادة خليفة

كابوس التمام | غادة خليفة

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 12 سبتمبر 2014 | سبتمبر 12, 2014

أصعدُ

الدَّقاتُ البطيئةُ المنتظمةُ

تتبعُني

قلبي يخفقُ

ألتفتُ فجأةً

امرأةٌ في الخمسينات تضعُ مكياجاً ثقيلاً

وتشبهُني

 

يخرجُ من الحضرةِ مرتدياً عمامةً خضراء

الصغيرةُ تخرجُ من الجامع ملتفةٌ بأبيضها الكامل

يقتربُ

تبتسمُ

يضعُ يداً على صدرها

تقاوم

 

يُغويها / ينتهكها

 

 

في حريرٍ أبيض يكشفُ ذراعيَّ وعنقي

أجلسُ في سريرٍ واسعٍ معه

 

القصرٌ يزدحمُ بالكثيرات

عشيقاته وجواريه وكل اللاتي عذَّبهُنَّ من قبل

كلُّ واحدةٍ تحكي حكايتها معه

أنا آخر امرأةٍ ستحكي – بالرغم من أنَّ نساءً كثيرات أتين بعدي –

 

سأصفُ اقترابي منه وافتتاني به

الافتتانُ الذي تحوَّل إلى رغباتٍ تطاردني

سأقنعهن أنني أحببته بالرغم من أنه قيَّدني إلى الشاشة بدلاً من البقاء بين ذراعيه

سأتشرخُ مثل زجاجٍ مصاب أمامهنَّ جميعاً

لأنَّه لم يلمسني

 

 

الطفلُ ينحني على الأرض

يسجد بعكس اتجاه النار

الصوت يخاطبه وهو يحرَّك أصابَعه

 

يا محمد

إنَّ هناك أفعالاً وخطايا

لا فارق بينهما

كلاهما أفعال

 

أصرخُ وأسقطُ

محمد يقطعُ المشهد ويخرجُ من وراء النار

يغامرُ بإغضاب السلطانة

ينادي على امرأةٍ ما كي تنقذَني

 

أصدقاؤه يظهرون فجأةً

ينادون بإجلال واحترامٍ

تفضَّل يا محمد

( إنَّ اسمه يتكرر كثيراً هنا )

يدخلُ وقوراً في نهاية الثلاثينات

يمشي ببطء ويستند إلى عصاه

يقولُ في هدوء: هل تحبها

أصرخُ

جداً ... جداً

 

يلتفتُ لمواجهتي وسيجارة المخدر بيده

أغضب وأغادر فوراً

أتركه لصديقاتي كي يخبزن له الطعام

ويقدمن الهدايا

كلُّ هؤلاء الذين رأوه بعينيَّ

 

الكاميرا تصعدُ من أصابع قدميه إلى أقدامه ثم إلى ساقيه

ومن ساقيه إلى ما بينهما

العضو الأنثوىُّ يظهرُ واضحاً

الكاميرا تصعدُ إلى أعلى كي تصل إلى محمد

 

الرجل الأسود يأتي

من فضلك لا تقتله

لن أقتله

سأتزوجه فقط

 

أذهبُ مع الرجل

محمد يجلس إلى طاولة الرسم

عيناه مُكحَّلتان بالأسود وشفتاه مصبوغتان بالأحمر

لون الفضة يلمعُ حول عينيه

حينما يرانا معاً

يعرفُ

 

ألبسوني عمَّة الجنون

 

الرجل يضع سِلكاً أسود حول رأسه ويقيد يديه

أنظرُ في عيني محمدٍ وأصرخ

انتَ لستَ مجنوناً

أنت مذنبٌ

محمد يصرخُ بقوةٍ قبل أن يختفى

تاركاً كتاباً مفتوحاً إلى الداخل

 

إنَّ شيئاً ما على وشك الحدوثِ

حقلاً من السكونٍ سينفجرُ

فكرة البقاء خارج محمدٍ ترعبني

أكتب كلاماً ناقصاً عنه وأشعر بغرابةٍ تجاه الإسم

 

يقفز من سطح القصر إلى الشارع

يسرق دراجةً قديمة ويبتعد

لا يلتفتُ ليلوَّح لي

السماء مثقوبةٌ بنجومٍ كثيرة

محمد يذوب مع الطبقة الخفيفة من السحاب

القمر يبتهج أكثر

والنيران تلتهم الصور

 

 

 

 

...........

 

يُنصح بسماع هذه الموسيقى أثناء قراءة النص

http://www.youtube.com/watch?v=O1yetZ9Kfns

 

 

للإطلاع على مسودة النص الأولي يرجي الذهاب إلى هتاك

http://setelhosn.blogspot.com/2010/06/blog-post_24.html

 

الصورة للفناتة ليزا جي

 




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads