الرئيسية » » أَمَامَ الْبَحْرِ وَ الْجَبَلِ سَاعَةَ الغُرُوْبِ | أحمد عايد

أَمَامَ الْبَحْرِ وَ الْجَبَلِ سَاعَةَ الغُرُوْبِ | أحمد عايد

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 22 يوليو 2014 | يوليو 22, 2014

أَمَامَ الْبَحْرِ وَ الْجَبَلِ سَاعَةَ الغُرُوْبِ

 

 

الشـــُّكر مـوصولٌ لصديقي الغالي/ مُحمَّد كاريكا

صـــــــــاحـــب مـقهى الــبــحـر و صالون البحر الـثـــَّقـافي

الذي هيَّأَ لي نافذة على الشِّعر أمام البحر و الجبل

 

 

 

 

-  1  -

و إذا البحارُ كَمَنْجَةٌ مهزومةٌ في اللَّيلِ

مَنْ سيُرتِّبُ الإيقاعَ في كلماتِنا؟

و مَنِ الَّذي تستيقظُ الألحانُ في زفراتِهِ؟

 

لا الجُرْحُ يُسعفُ حامليهِ و لا الدِّماءُ.

تُتابعُ الأحزانُ رحلتَهَا كَعادتِها

و تقبضُ رُوحَ شاعرِهَا

و تسرقُ ضِحْكَهُ

 

و الموجُ يسألُ بَحْرَهُ دومًا: أ تعرِفُنِي إذًا حقًّا؟

يُجيبُ البحرُ موجًا: رُبَّمَا!

 

الأشياءُ تُنكرُ ذاتَهَا

تتجاهلُ الألحانُ عازِفَهَا

و تنكرُ موجةٌ أخواتِهَا

 

جبلٌ طويلٌ

سوفَ يكفينا لنسألَ ما وراءَ النَّائمِ الأزليّ؟

 

هلْ جبلٌ وحيدٌ هَـهُنا

يكفي ليحميَ شاعرًا مِنْ رجَّةِ الزِّلْزَالِ؟

 

هل تكفي كمنجاتُ البحورِ

لأسألَ الجبلَ العجوزَ عنِ اسْمِهِ؟ عَنْ أُمِّهِ؟ عَنْ جَدِّهِ؟ عَنْ عُمْرِهِ؟!

 

يا أيُّها الجبلُ العجوزُ بصمْتِهِ

ماذا ستخبرُني إذًا؟

و أنا هُنا

لا شيءَ أسألُهُ سواكَ!

 

تساقطتْ نجماتُ هذا اللَّيلِ في كفَّيكَ.

 

وحدكَ أنتَ تعرفُ ما أُقاسيهِ

و وَحْدَكَ تعرفُ الحُزْنَ الدَّفينَ بداخلي

 

وحدي أُراقبُ كُلَّ هذا

و الظَّلامُ يلفُّني

و أقولُ:

يا إيقاعُ،

هبْ لِيْ ضِحْكةً!

  1يناير  2013

 

 

 

-2-

وَ لأنَّني ما زلتُ أشعرُ بالحياةِ

أخافُ منْ بردِ الشِّتاءِ

و أعشقُ الدِّفءَ الـمُخبَّأَ في ارتعاشِ الجالسين على الشواطئِ في المساءِ

و أسألُ الأمواجَ عنْ سرِّ الغناءِ

 

صخورُ هذا البحرِ صامتةٌ

و هذا اللَّيلُ يخفي كُلَّ أسئلةٍ تُوَجَّهُ للسَّماءِ

و أسألُ الأمواجَ:

-هل للكونِ أصحابٌ سوانا؟

-لا أُفكِّرُ في الحنينِ؛

فإنَّهُ عَمَلُ الكُسالى

10يناير2013

 

 

 

-3-

قالَ:

لا ترسمْ على شطَّينِ رملاً واحدًا.

إنَّ الحقيقةَ فكرةٌ مكروهةٌ مِنْ راغبيها؛

إذْ تجلِّيها سيزْعِجُهُمْ، و يُرْهقُهُمْ،

و يُبعدُهم عنِ الإفراطِ في حُبِّ الحياةِ

*

و للحقيقةِ رؤيةٌ أُخرى

ستعرفُها إذا أطلقتَ نفسَكَ في الفضاءِ

مُنَزَّهًا عَنْ سطوةِ الإدراكِ

مُمتلئًا بنُوْرِكَ

جاهلاً كُلَّ المعارفِ

قارئًا أسرارَ رُوحِكَ

 

وقتَها تختارُ أنْ تحيا وحيدًا فوقَ ظَهْرِ الأرضِ حتَّى الموتِ

-يا هذا-

-إذًا

ماذا سيُفشي الموتُ مِنْ أسرارِنَا؟

ماذا سيُخفي الموتُ مِنْ أسرارِنَا؟

 

-لا شيءَ..

*

قلتُ:

فيا حياةُ تأمَّليني

لو قليلاً

رُبَّما غَدُنَا تكونُ بعيدةً خطواتُهُ!

و غدًا غدًا.. ماتَ الجميعُ هُنا

و لنْ تجدي سوايَ لتذْكريْهِ

أنا قصيدتُكِ الجميلةُ

*

قلتُ:

لا أحتاجُ مِنْ هذي الحياةِ

سوى الحقيقةِ و القصيدةِ

و لْأَكُنْ شخصًا خفيفَ الظلِّ

أعبرُ مُسرعًا هذي الحياةِ

فيا بحارُ،

و يا جبالُ،

و يا حياةُ،

أنا هُنا

ما زلتُ حيًّا

لمْ أمتْ

 

و معي يقيني دائمًا

و لديَّ أكثرُ مِنْ يقينٍ

أنَّني سأكونُ ما أبغيهِ!

21يناير2013

 

 

 

 

-4-

لمْ يتركْ ليَ البحرُ اختيارًا آخرًا

إِلاَّ البكاءَ أمامَ أمواجٍ غليظاتِ المشاعرِ

لا ترقُّ لهاربٍ مِنْ سطوةِ الدُّنيا

 

كأنَّ الكونَ يُعْجِبُهُ بُكاءُ النَّاسِ

 

يا لَلدَّمْعِ

كالأمواجِ

هُمْ لا يرأفونَ بمَنْ يُصابُ بِهِمْ

و لا يتواضعونَ لمنْ يجيءُ لَهُمْ

!

متى سأكونُ كالجبلِ الذي

لا يستطيعُ الكونُ إزعاجًا لَهُ؟

 

و متى أُخَلَّدُ كالجبالِ الرَّاسياتِ

الكائناتِ مِنَ البداياتِ القديمةِ؟

 

رُبَّما سأكونُ..

 

لكنْ كيفَ أمشي راحلاً في الكونِ؟

هلْ ستكفيني ملامسةُ السَّماءِ لِـجَبْهتي؟

22يناير2013

 

  

 

 

-5-

و رأيتُ

أنِّي غارقٌ

في حفنةٍ مِنْ موجِ هذا البحرِ

و الموتُ اللئيمُ مُحاصري

و أرى السَّحابَ يمرُّ فوقي

كالدِّماءِ مُلوَّنًا.

 

أدركتُ ساعتها بأنَّ الموجَ

مثلُ قصيدةٍ مسروقةٍ

لا تستقرُّ لصاحبٍ.

 

و الطَّيرُ تنقرُ في المياهِ

لعلَّها –عبثًا- ستنقذني

لأكتبَ لحنَها بقصيدتي.

*

و رأيتُ

أنِّي تائهٌ في اللَّيلِ

أعمى..

أهتدي مِنْ غيرِ ضوءٍ

أسألُ النَّجْماتِ عَنْ هَدْيٍ

يُبصِّرُ خُطوتي

*

و رأيتُ

أنَّ هُناكَ شخصًا ما يُراقبُني

بِصَمْتٍ

و الدُّخَانُ يطيرُ منهُ

و لا يكفُّ عَنِ التَّوقُّعِ جاهدًا عمَّا يدورُ بداخلي

*

و رأيتُ

أنَّ سفينةً

تمضي معي

حيثُ الذي لا تشتهي

*

و رأيتُ

أنَّ الشَّمسَ تصرخُ في الرَّحيلِ دَمًا

و تشنقُ نفسَها

تجري وراءَ شُعَاعِهَا

و شُعَاعُهَا يجري وراءَ الشَّمسِ

 

و اللَّيلُ الطَّويلُ يجيءُ لي وحدي هُنا!

23يناير2013

 

 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads