الرئيسية » » في الْمَرَّاتِ التي ضَحِكَتْ فيها!!

في الْمَرَّاتِ التي ضَحِكَتْ فيها!!

Written By غير معرف on الخميس، 13 يونيو 2013 | يونيو 13, 2013


في الْمَرَّاتِ التي ضَحِكَتْ فيها!!

من بقايا نُورٍ قديمٍ تأَلّفَتْ، خبّأها العشّاقُ مثلَ كَنْزٍ توارثوهُ فأفْسَدَ فرديَّتَهُم، على زرقةِ اللَّحنِ المتبَّلِ بأحزانِ بسطاءِ الحضاراتِ الكبيرةِ أسنَدَتْ جمالَها، لتعبّئَ حنينَ الناياتِ الأولى في مكامنِ الغيبِ، حاكَمَتها البشريّةُ فرداً فرداً فتبرّأتْ من كلِّ تهمةٍ كالثلجِ في الزوايا النائية.

لحريّةِ الغاباتِ في شتاءٍ عنيفٍ كانَ وجهها يقولُ كلامَهُ، يخرجُ من حنّاءِ العبارةِ إلى سديمِ الرؤيا، لا تتعبُ من شبقِ الأرضِ حين يوجِعُها غباءُ الجبالِ الثقيلْ، وحينَ جاءَ الملوكُ ليأخذوا بيْعَتَهُم من إشاراتِ خصرها نحوَ الرّيحِ، خرجَتْ من قلبها لتُجَمِّلَ الوردةَ الوحيدةَ في المدى وتقطِفَها لبائعِ خَرَزٍ يحرّرُ المسافةَ من وطءِ حيرَتِها.

عبّأَتْ أرواحَ الكائناتِ بالبشارةِ وتعبّأَت بها، حصانُها أبيضٌ وطريقُها فكرةٌ تهزُّ أكتافَ الطبيعةِ فيما يشبه رقصةً أو زلزالاً، يخرجُ الوعيُ مادحاً نهارَها الأزليَّ فتبكي لينهضَ المطرُ مثلَ عبارةٍ لا تُستبدَلُ، لها أجنحةٌ لم تطِرْ بِهِما كي لا يراها الخلقُ بمنزلةٍ لا تحبّها، وازَنَتْ بين غيابِها وحضورِها، فكان الحلمُ سيّدَ الحقيقةْ.

في المرَّاتِ التي ضحكتْ فيها، انسابَ الشِّعرُ من شقوقِ الصخرِ، وانحنى الغيمُ يُلقِّطُ حرارةَ الفرَحِ بينَ الرّملِ، واكتشفَ الباحثونَ عن ذَهبِ العبارةِ أنها أبعدُ من الجهاتِ وأوسعُ من خيالِ الأرضِ حينَ تحلمُ بالممالكِ.

مكانُها جيشٌ من الأزمنةْ، لم يهتدِ العرافونَ إلى فِضّةِ حضورِها، أراقوا جبالاً من البخورِ وأحرقوا بِحاراً من الجنِّ ليخمدوا رغبةَ التنبُّؤِ في عالمهم البشريِّ الموبوءِ بالحدودْ، وحينَ يئسوا من أنجمِهمْ ظهرتْ كأي عابرٍ في سوقِ المدينةِ لتختفي قبلَ أن يفيقَ أحدٌ من ذهولِهِ المعلَّقِ في الهواءِ مجفّفاً كخضرةٍ موسميةْ.

باسمها، رفع الصوفيّونَ أجسادَهم في الهواء، وباسمها استؤنسَت الوحوشُ، وباسمها صار البحرُ طريقاً لا مصيدةْ، باسمها صارت الجبالُ جبالاً والألوانُ ألواناً والأحلامُ ممكنةً، وباسمها انتصرَ العصفورُ على المدى وغنى إلى الأبدْ.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads