الخفافيشُ تعرفُ أينَ الطريقُ!
(1)
في الظلامِ
يدٌ تتهجَّى الفراغَ
وقلبٌ يُرتِّب دقاته
وعيونٌ تُفتِّشُ عن نورِها في الزوايا
في الظلامِ
الكوابيسُ تنشرُ أحداثَها في المكانِ
لتبقى على الرأسِ دوَّامةً
كلُّ نومٍ حياةٌ لها
والظلامُ حنونٌ كرحمٍ لأفكارِنا النبويةِ
لا شئَ يحيا بجوفِ الظلامِ
سوى الكلماتِ
ولا شيء إلا الحكايا!
(2)
في الظلامِ
النجومُ تحدِّقُ فينا
وروحُ المريدينَ تصعدُ في لهفةٍ
في الظلامِ
دموعُ الجميلينَ
تسقطُ دونَ ارتيابْ
في الظلامِ
القصائدُ تعلو
ويصحو بقلبِ الغريقين
حلمُ النجاةِ
ويغفو بجفنِ الذين أحبوا الرجوعَ
بريقُ الغيابْ!
(3)
في الظلامِ الأكيدُ احتمالٌ
ولا عينَ في العينِ عند احتدامِ السوادِ
الخفافيشُ تعرفُ أينَ الطريقُ
هو الصوتُ عينُ الذين اختفى ظلُّهم
فاختفوا في الليالي
وكادوا يُنادونَ أصواتهم من بعيدٍ
يردونَ أسماءهم للظلالْ!
(4)
في الظلامِ
النوافذُ ليستْ نوافذَ
واللونُ لا يعرفُ الضدَّ
كلُّ المسافاتِ مجهولةٌ
والحدودُ: حدودٌ لدى مَنْ أرادَ الرحيلَ
لينشطرَ الوقتُ وقتين
والشوقُ شوقين
حتى نرى العمرَ في حيرةٍ
بين وجهتهِ الأزليةِ نحو الفناءِ
ووجهتهِ الدمويةِ نحو الكمالْ !
