الرئيسية » » شاشةٌ، يخترقها نَمِر | محمد عيد إبراهيم

شاشةٌ، يخترقها نَمِر | محمد عيد إبراهيم

Written By غير معرف on الخميس، 13 يونيو 2013 | يونيو 13, 2013

 

شاشةٌ، يخترقها نَمِر

(رُباعية)




















·                      الملاكُ الأحمر


في صَحنِ حُجرَتهِ
مالَت عليهِ، كأنها أمّهُ
بحنانِ مَن
تسحَب وليداً للحياةِ، و
طَمأنَت كَفّيهِ: لن تكبُر!

راحَت تُبلّلهُ
كبُوذيٍّ انتظرَتهُ في المعبَد
سنينَ تبَتُّلٍ، واسترحَمَتهُ
على صدرِها لينامَ:
احفظْ حياتي، يا أبي.











ثم طافَت إلى فمهِ
بخُصلَةِ شَعرِها، كالغُصنِ
للأرضِ، بُرعمٌ وحَفيفٌ. أوهَمَت
كالآمرِ المغلوبِ:
عندي، تذوبُ الساعة.

أجفلَ، يرتجف
تحتَ ثدييها، من نُحاسٍ
حاصَرَتهُ بنفخةِ الحَيّ:
الشهيدُ تفَكّكَ
والحمامُ حبَا.















برِيقٍ مالحٍ
سبحَت عليهِ، وشيءٌ غيرُ
مرئيٍّ يُطربُ السَمعَ. بئرٌ
وسَهمٌ إلى البئرِ:
حُلمٌ واحدٌ وطويل.

بُخارٌ غالبٌ
يكنسُ المِلحَ، وسنبلةٌ
تستند. كملاكٍ في غابةٍ
لمسَتهُ قِطّة:
لا تبطِشْ، أنقلب!















·                      ورقة خريف


عندي قطةٌ، صغيرة، جِلدُها كالسمكة. مرةً، خمشَت خدّي حين لم أعطِها قطعةَ الكِبدِ التي نزعَتها لي أمي من فمها وأنا صغير. فربطتُها في خشبةِ العُشّةِ فوقَ السطوحِ، ونمتُ.
بعدَ الصباحِ، لَمّت القطةُ أجيالاً من العصافيرِ على ثلاثِ شجراتٍ بالقربِ من داري، كانت تُثمرُ شيئاً عقيماً لا حلواً ولا مراً، لكنها العصافيرُ تعشقُه.
سحَبتُ من ضِيقي البندقيةَ الأولى التي من حُرّ مصروفي، على العيدِ. أطلَقتُ باتجاهِ العصافيرِ، والشجراتِ، وبعدَها القطة. من ثَمّ رُحتُ إلى أمي أُهدّدُها فما كان عندي سِواها.
أنا، الآن، في زحمةِ السنينِ، ضَيّعتُ البندقيةَ. كيف أتصرّف مع التي هشّمَت كالثعلبِ الغاضبِ فوقَ الحصيرِ إبريقَ الدموعِ الذي لفّهُ الملحُ والنسيان…












·                      عُشّ مُرتَزَقَة


أحاطَ بصدرِها، في المِصعَد
القديمِ: سلسلةُ القلبِ والساعةُ
انكسرَت، بينما
طَرفُ المظلّةِ يَعلَقُ بالجَيبِ.

كائناتُ الهواءِ
على مثلثِ النورِ
فوقَ الرُكبَةِ الشِمالِ، من بين
قائمةِ الساقين ـ













تركبُ الحياةُ
حريّةَ الخَصرِ، واليدُ
تخرِقُ رابيتين، وهيَ
تؤجّل الضِحكة…

اثنانِ مرتَزَقَة
على لسانٍ واحدٍ، طيلةَ
أربعةَ عشرَ طابقاً
إلى أن أبرقَ الإصبَع.

















·                      مُلاءة مسِيح


صَرّت في يدهِ بومةً، بمنديلٍ متغيّرِ اللونِ: لا تستَعجلْ!، أربعةُ أطفالٍ من بصيصِ الدموعِ، فالمفروضُ ألا يرى المرءُ شاشةَ قلبهِ يخترقها نَمِر.
وبغَضّ النظرِ عن المحصولِ، فإن وَثبةَ الجرسِ خطابيّةٌ حتى لتُضحكَني…
(غيرَ أنها لم تنَم ـ)
سيكونُ مفيداً: تطرَحُني للغرامِ، كالغيمةِ فوقَ نملِ خرافيٍّ من على الرقبةِ للكاحلين، وبِضعُ موسيقاتٍ خلفَ ظهري إلى أن أصِل.

(بمقاسِ العمرِ، حرّرَها، نجاحٌ ـ كُلّهُ أبيض).



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads