الرئيسية » » محمود شرف | اللون المبهج لأوراق شجرتَي ليمون

محمود شرف | اللون المبهج لأوراق شجرتَي ليمون

Written By غير معرف on الأحد، 5 مايو 2013 | مايو 05, 2013



اللون المبهج لأوراق شجرتَي ليمون


على كرسيٍّ خفيفٍ من مادة البلاستيك
الشفّافةِ
عجوزٌ يحتوي على ميادين العالمِ الخلفيّة
يترك الأرضَ قابعةً في بلاهةٍ ¼
وللعالمِ سطوتُه الدائمةُ


لابد من وجود منْ يعثرُ على قصاصاتٍ صغيرةٍ
بعثها بحّارٌ عجوزٌ في زجاجةٍ
كتب فيها أنّه اشتاقَ كثيرًا
لِلَّونِ المُبهجِ لأوراقِ شجرتَيْ ليمون

مَنْ يدري ¼
ستكون الزجاجةُ على سفرٍ طويلٍ
عندما يقابلها ضائعٌ
يبحث عن حذاءٍ قديمٍ يلقيه البحرُ
فيضحك كثيرًا
- مع أنه يظل حزينًا لقراءةِ رسالة البحّار
الراحل –
لم يكن على الزجاجة أن تتوقّفَ لديه ¼
منْ يدري

وإذا وجدتها فتاة
خرجت تبحث عن الأمير الذي تاه منها
بعدما رحلت الجَّدة ¼
ربما تظن أنها رسالةٌ من حبيبٍ قادمٍ
وقد تنتظره ¼
وليس لفترةٍ قصيرةٍ تظلُّ تقرأ السطورَ المبهجةَ
كلونٍ مبهجٍ لأوراقِ شجرتَيْ ليمون ¼
لن يأتي بالطبع.
ولن يدفع لها أحدٌ فاتورةَ الانتظار تلك
ربما لم يكن على الزُّجاجة أن تُضيعَ عُمرَ هذه
الفتاة ¼
منْ يدري
ربّما

البحّارُ الذي استقرّ أخيرًا في بطن سفينةٍ عابرةٍ
ومات بعيدًا
عندما أدرك أن رسالته لم تَصل أبدًا
لم يكن عليه أن ينتظر كلّ هذه المسافة
ليُقبِّلَ أرضًا أخرى
السَّماءُ المفتوحة كانت ستقبَلُه
لو ( رحل غريقًا تحت المياه الخضراء )
لكنه الآن منفيٌّ تمامًا من ذاكرة السّماء
- إنها لم تمنحْ البحَر لونَها لكي يهجرها
البحارةُ البؤساء –
لن تقبلَه عضوًا شرفيًا
حتى اللون المبهج لأوراق شجرتَيْ ليمون
لن يفتح له ذراعيه عن وسعهما ليستقبله
عارفًا بأنه كان يشتاق إليه بعيدًا

الوحيدة التي كانت ستسقبله
مُقدِّمةً له منشفةً عاديةً
منحتها كلَّ طاقة هذه السنوات التي مرت.
- مع الكعك وكوب من القهوة الساخنة –
فقدت نبضها أخيرًا ¼
الآن
لن يستقبلَه أحدٌ
وتنكره السماء
حتى اللون المبهج لأوراق شجرتَيْ ليمون
أو لشجرةٍ واحدة
لن يرحِّب به
فقد فضَّل تقبيلَ أرضٍ أخرى
في الجهة المقابلةِ من الأرض


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads