الرئيسية » » حكاية ELIF | عبدالمنعم رمضان

حكاية ELIF | عبدالمنعم رمضان

Written By غير معرف on الخميس، 11 أبريل 2013 | أبريل 11, 2013





حكاية ELIF
عبدالمنعم رمضان


ماذا يمكن أن نسرق من الماضي ونحفظه على الطاولة البعيدة عن أيدينا، وأن نتصرف فيه، إذا كانت جمجمة امرأة وحيدة لا تساوي الحرف الأول من لغة تشبه لغتنا، وإذا كان الطريق هابطا نحو سطح خشن من سطوح المطر والبرد والحر، هل لما كنا في الشارع الذي أوله مثل آخره في شارع الاستقلال أو شارع بارباروس، وفي التياترو حيث الوجوه تشتبه على الرائي، وفي الجامع الأزرق الذي يهبط بنا الى الجذور، ثم يفكر أن يصعد الى الهمزة التي فوق الألف، يفكر أن يصعد الى لفيف الألفة والآلاف، وفي آخر النفس الذي استسلم أمام باب الجامع، ووصل في أثناء محوه للذكريات الى سوق أورتكاس والى مقاهيه وبازاراته ورائحة بيزنطة وأرمينيا في مسجده، هل لما كنا في الأماكن كلها، التف حولنا أصدقائي الأمميون كانوا يسألون غيري ويسألونني عن الله، قلت: ألف قائمة مستقيمة ليست مثل مسلة ولا مئذنة، كما يظن أولئك الكهنة، ألف لها حراس ذوو أجراس من الهواء والبخار والأنفاس الحارة، ألف مثلما يقصد أحدنا أن ينام فيرى في المنام انه في سرير الملكة، وأن الملكة في الحمام تغتسل، وأن أرضية الحمام مكسوة بأوراق الخشخاش، زعم البعض أنها أوراق المشمش، وأن حجرا ثقيلا يمنع الحلم من الطفو، يمنعه العودة الى عناصره الأولى، حيث ممر يؤدي الى ثديين، يؤديان الى سرّة، تؤدي الى الحصن المحمي بأعشاب سوداء، تنصرف الى ما تحت، مثلما يقصد أحدنا أن ينام فيرى في المنام أنه بين ثمانية وعشرين حرفا، وأنه لا بد أن يلحسها جميعا ويختار أحدها، وأن أحدها هو الهلاك البدين أو الهلاك المرجو، وأنه استبد به مقام الألف فاختاره وضاع فيما ضاع، ونجا فيما نجا، هل لما كنا في الأماكن كلها، في آخر النفس الذي استسلم أمام صورته في المنام، التف حولنا أصدقائي الأمميون، كانوا يسألونني وحدي عن فرهارد وشيرين وعن أصل الأشياء، قلت: ألف في كل الأوضاع، ألف تضحك أو تتبرج، ألف تخفي عينيها خلف سلام مبثوث أو تفضحهما، ألف باب قلعة أو سور فردوس، ألف من عربة مسرعة نحو البوسفور، أو في مترو الأنفاق القديم، أو عند شراء صحيفة الراديكال، ألف في كل الأوضاع ليست مثل جسد غفل أو جسد متاح، ماذا إذن يمكن أن نفعل في هذا العالم، إذا كنا سنحمل الحقائب أو نتركها، إذا كنا سنرحل دائما الى مكان آخر، نعرف اسمه أو نجهله، هل الأستانة هي استانبول، هل استانبول هي المدينة التي اسمها (مدينة أن تكون داخلها)، في الحكايات الجديدة تخرج امرأة من مدينة بورصا، نعتقد أنها عمارة قرغيزية ممتدة خلف خيوط الذنوب وخيوط البراءة، الخيوط اللواتي ينسدل نصفها الأدنى في بنطلون الجينز الأزرق، ويرتفع نصفها الأعلى داخل قماش أحمر ذي ياقة مفتوحة كأنها خليج حلمت أن أفرد سمائي فوقه، حلمت أن أترك طيور النورس التابعة لي كي تنقض عليه وتنهشه، الخيوط اللواتي تجمع الكل في صف يتتابع فيه الله وأصول الأشياء والأستانة والترك والأكراد والعلويون والبشتاكيون والقرغيزيون وأحد الداغستانيين، ثم تجمع الصف من حرف واحد يظهر كأنه الحرف الوحيد الذي يسبقنا، فنسبقه نحو الخلاص أو الهاوية، ماذا يمكن أن نفعل إذا أحببت المرأة وأنا ألهث، وفقدتها وأنا ألهث، واعترفت أنني أحن إليها وأنا ألهث، هل حقا سيصبح الحنين على مشارف الألف اللينة، أم أنني سأتقدم وأسعى أممها، وفي حيازتي قلبي الرجراج كأنه اللام الغشوم التي تعمل حارسا خصوصيا يظن كل الظن أن اقترابه من الألف، أن انحناءه أمامها وتحتها أن التصاقه بها سيمنحهما حق أن يكونا آلة اقصاء ونفي ونهي، آلة اللا لا لا، المحمولة على ذراعي سروحي سو> و<زكي موران> و<فيروز>، ان التصاقه بها سيمنحهما حق أن يكونا آلة انتصاب ورهز وإراقة، آلة اللا لا لا المحمولة على ذراعي الماضي والحاضر والمستقبل، هل حقا سيصبح الحنين على مشارف الألف اللينة، أم أنني سأنكسر وأنسحب وأقف بعدها ثم أقعد كأنني الحرف التالي عليها، كأنني الباء التعيسة الباه التعيسة الباءة التعيسة فنصبح معا في جوار مذموم، وأصبح وحدي أباً شهوانياً محموماً، وتصبح وحدها ريحا من قبوي أو تاجا فوق رأسي المقطوع، عند هذا الحد، اتبعت حكمة ناظم ورسول حمزاتوف والأناضوليات الساحرات اللواتي بينهن أم ELIF، أن أضع إمبراطوريتي وما أسسته من خرائب وممالك ضائعة في يدي اليمين حيث أوقفتني حسناتي وسيئاتي في وادي النسيان وقالت لي: خذ كتابك بيمينك، ثم ادعى النوم، على ثروتي تتسرب فأصبح مثل الكوب الفارغ أخشى فقط أن أظن نفسي عاليا لأنني قد أسقط، أخشى فقط أن تظل الألف رغم تحويلها ورقيها أكثر امتلاء من اتساع فوهتي، أخشى فقط أن أغلق نفسي، أن هكذا أغلق نفسي، أن هكذا هكذا أغلق نفسي ثم أموت، ان هكذا هكذا هكذا ثم أموت.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads