متُّ حقا
أمسِ
في مثل هذا الوقتِ بالتحديدِ
في الوقت الذي كانت تغلق فيه المدنُ القديمةُ أبوابَها
وتنفردُ إناثُها بذكورها
أغلقتْ روحي أبوابَ مدينتِها
وانفردتْ بإلهها.
لا أحد يعرف ما يدور خلفَ الأبواب.
لكنني متُّ في الحالِ
لم أمتْ في قصيدةٍ مثلما يحدثُ لعدد من الشعراءِ ذوي الأرواحِ الهشَّةْ
لم أمتْ في أسطورةٍ أو حكايةٍ قديمةٍ كما يموت بطلٌ تراجيديٌّ صرعتْه الأقدارُ لتحقِّقَ نبوءة العراف.
متُّ حقًّا
في اجتماعٍ بيروقراطيٍّ
واستقرَّ موتي
ولم يلحظْ ذلك أحد.
أغلقتْ روحي أبوابَ مدينتِها
وانفردتْ بإلهها
ربما توسَّلَتْ إليه:
’’لم يعدْ إلا حمارا عجوزا يرهق صاحبه المسكينْ
أرجوكَ سيدي
خلِّصْ هذه الروحَ من هذا الجسد‘‘
وكان أن خلَّص تلك الروحَ من ذاك الجسد
ربما أغرتْه بحيلةٍ خبيثةٍ.
لا أحد يعرفُ ما يدورُ خلف الأبواب.
لكنني متُّ حقا
في اجتماعٍ بيروقراطيٍّ
واستقرَّ موتي
ولم يلحظْ ذلك أحد.
