الرئيسية » » أُركِّبُ جَسَدًا لِفِكرتي | عادل أحمد العيفة | تونس

أُركِّبُ جَسَدًا لِفِكرتي | عادل أحمد العيفة | تونس

Written By غير معرف on الأحد، 28 أبريل 2013 | أبريل 28, 2013




أجلس على الكرسيّ المَقدود من قلب أبنوسة عجوزٍ
واسِعًا كاللّيل أبعث بزفيري في شرايينه المُتيبّسة
أمسِكُ بالقلم عساهُ يفتح نافذة في القلبِ
أنا لم أقصد هذا السياق غير أنّ في الكتابة ما يكفي لأقول كُلّ طـُفولتي دفعة واحدةً
في الكتابة ما يكفي من صُخور لبناء بيتٍ بابُهُ فِكرةٌ 
جدرانهُ مُتوازية كأسئلةِ راهبٍ عن السّماء
أنامِلي الباردةُ تتثائب و تتمطـّى
يَسحَبُني هواء بارد آتٍ من فراغات الحِبر
نحو هاويةٍ ما


على سقف الورقة أقِفُ
أرى المدينةَ طفلة ً تعبث بجدائلها الأقمارُ
أرى البيادِرَ يمرح فوقها طيف الشّمس و عصافيرُ صغيرةٌ
طُفولتي هناكَ نائمةٌ
تحت تِينةٍ كم تركتُ تحتها محفظتي و أشيائي البسيطة
حين كان عمري سبع سنواتٍ و نخلة ...


على سقف الورقة أقِفُ
تَلُوحُ بين قَسَماتِ المسافةِ طِفلةٌ تغمِزني و تغيب في تجاعيد الحكاية
لا شيءَ في جُعبتِكَ يا مَدَى
سِوى وجهُ أمّي الوارِفُ
ابتَسمتْ لي فاستظلّتْ بثغرها السُّحُب البيظاءُ
على سقفِ الورقة أقِفُ
يُلَوّح القلبُ بمنديله الأبيض على الدّيارِ
حتى النوارسُ التي كانت ترفرف في دمي غادرت كفّي
صارتْ غبارا يسقُط من مِعطف الماضي حين ينتَصِبُ
رأسي مُثقَلةٌ بأحلام الرُّعاة ( القطيعُ حُروفٌ
وحدي أعجن الطّين ( الطّينُ هو الهواجِسُ)  و أركِّبُ جَسَدا لِفِكرَتي

كُنتُ مثل عجوز تزُور ابنها النّائم تحت سنديانة الأربعين في السّجنِ
تُعطيه كِسرةً و و تُنشدُهُ موّالا جبليّا
هُوَ ينظـرُ إليها فتُزهِرُ دمعَتُهُ
هِيَ نَظراتُها نافورة بلا ماء
و وجهي أنا القُضبانُ 

من سَقف الورقة أنزلُ
ألملِمُ تجاعيد طـُفولتي
رائحةَ النّعناع التي تضوع من ابتسامة أمّي
 تَحايَا المنجميّينَ و قُمصانهم الزرقاء
في كيسٍ يتّسع لقيامتنا جميعا
أربِطـُهُ بِقافِية مُترهِّلةٍ  
و أعلِّقُهُ عند مدخل القلب

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads