ثرثرة الغرفة الباردة
أمل جمال
القطة الصغيرة التي تتفنن
في الاختباء بصدري كل ليلة
تسرق نومي
و تتركني معلقة
فوق ساعات النهار المتوترة
و ساحات السرير الفارغ
لماذا لا يربت كفك الآن
فوق روحي المعذبة؟!
طفلة الجارة في الثالثة صباحا
توقظ ألمي و تشنق انفعالات رحمي
فوق صراخها
كم أتمنى أن أخترق الحائط إليها
- برغم أمها الكسول المتثائبة -
فأغوى ابتسامتها باللعب و أقبلها
بعد نومها على حلم جميل
لماذا تركنا الربيع القصير دون
زهرة على العتبة؟!
النافذة الخالية من تأملاتك الليلية
دولابك الخالي من ملابسك
فرشاة أسنانك التي اختفت
فجأة من الحمام
أماكن أحذيتك
أنفاسك في الأركان
و كوب شايى الوحيد
أشياء
تقتلني كل مساء
و تحييني
المسافات بغايا
يسرقن حنانك
و يكبلنك بالوطن المشلول
و أنا عاجزة
أن ألمس يدك الممدودة لي
يا فرحى الغائب
لم أعد أستطيع
أن ألمس قلبي
دون بكاء عنيف
ندبات كثيرة
خلّفتها أظافر من نحبهم
و الوحدة لم تعطني ماء لأشرب
فأحتفظ بأكبر كمية منه لليل
يكفي أن يموت أحدنا فقط
لنحيا.