على حافة النهر
للشاعر : عبده المصري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
قدك ومين قدك
قدك مدن حتعد مبانيها
وتختلط خطاويك ف خطاويها
زي العرق والدم
تحبها مرغم
وتحبها مغرم صبابة قتيل
تفنى ف هواها
تدوب ف ليلها الطويل
زي النسيم ما يهز أشجارها
يهزك
حد انتظارها انتظارك
حد انكسارها انكسارك
وقد شوكها ما غزك
جدد جراحك ومدك
م البحر حتى النيل
يصبح صباحها الجميل
يفتح عيونك
يشدك
لوش قمحي نبيل
يبني الحضاره
ينور القناديل
للإنسانية الديانه
وللنهار ابتسامه
وللفقارى القمح والمواويل .
.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان : (نسوان الصبح بدري الصادر في عام 2009
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
محاولة قراءة عابرة ــــ أمجد ريان
الشاعر عبده المصري من الإسماعيلية ، يمتلك هذه الموهبة ذات النوعية الخاصة ، والشعر أنواع عديدة ، لايمكن حصرها ، لأنها بعدد الشعراء ، أو أكثر من عدد الشعراء ، ويرى البعض أنها بعدد القصائد الأصيلة ، لأن كل قصيدة أصيلة ستطرح نوعاً شعرياً جديداً بالضرورة ، وبذلك قد تتعدد الأنواع الشعرية لدى الشاعر الواحد ، ونوعية الشعر في مثل هذه القصيدة هي الشعر البسيط العاشق لمصر ، الشعر المنحاز للإنسان البسيط الفقير ، تذكرنا هذه القصيدة بنصوص الشعراء الاشتراكيين ، وتبدأ بتمجيد عظمة الإنسان المصرى (مين قدك) قصيدة تمدح المصريين بمدنهم ومباني مدنهم .. وأجيالهم الصاعدة ، وعبده هو الشاعر المحب الذي يمتزج بالناس ، وبحياة المصريين ، وتمتزج خطاه بخطاهم ، ويذوب في ليل مصر الطويل . ومنطق الاختلاط والامتزاج والذوبان هو منطق العشق بالتأكيد .
حب مصر هو الذي يدفع الشاعر إلى أن يلعب بالكلمات ، بل ويداعب البلاغة التقليدية فيستخدم الجناس في كلمتي : (مرغم) و(مغرم) ، ويكرر كلمات (الهز) و(الانتظار) و(الانكسار) ، ويرسم جغرافية مصر من البحر إلى النيل ، هو الشاعر المهووس بالحب ، يقيم زاراً شعبياً في آخر النص هو احتفالية نحسها في الإيقاع الناتج عن تكرار الأفعال المضارعة بصورة متتالية سريعة : (يصبح صباحها الجميل/يفتح عيونك/يشدك لوش
قمحي نبيل/يبني الحضاره/ينور القناديل) .
وفي النهاية يغلق الشاعر النص في اللحظة التى يتقمص فيها دور الحكيم الذى يقوم بتوزيع الأشياء من خلال حرف الجر (اللام) : (للإنسانية الديانه/ وللنهار ابتسامه/وللفقارى القمح والمواويل) .