الرئيسية » , » أغنية الخريف | شارل بودلير | بهجت عباس

أغنية الخريف | شارل بودلير | بهجت عباس

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 11 أغسطس 2015 | أغسطس 11, 2015




أغنية الخريف


قريباً سنغـرق في عَـتمة متجمِّـدة


وَداعاً ، يا صفاءَ صيفـنا القصير جـدّاً !


قبل الآن سمعتُ الخريفَ بأسىً


على الغابة متساقطاً على فناء الدار المرصوف.


.


الشتاء سيجتاح وجودي : غضب


شنآن ، برد ، رعب ، وعمل قسريّ ،


وكالشمس في جحيمها الثلجيّ ،


قلبي ليس سوى قطعةِ جليدٍ حمراءَ طافية ٍ.


.


أحِسُّ برعشةٍ عندما أسمع غصناً واهناً يسقط .


ليس للمشنقة صدى أكثر صخبـاً .


إنَّ روحي مثـلُ برجٍ يستسلم


لضربة المنجنيق الثقيلـة غير الكليلـة .


.


هادئاً هنيـهة بهذا الصوت الرتيب ،


ربّما تابوتٍ ، في مكان ما ، سُـمـِّـرَ على عجل ،


لمن ؟ الصيف أمسِ ، الخريف الآن !


هذه الضوضاء الغاضة تُسمع كوداع .


2


أعشق الضِّياء المُخضَـرَّ في عينيك الواسعتين ،


أيها الجمال الهادئ ، ولكنْ كلُّ شيء مُـرّ ٌ هذا اليوم ،


لا شيءَ ، لا حبَّ ، المخدع أو الموقـد


أعــزّ من شروق الشمس على البحـر .


.


أحبِـبْـنِ دومـاً، أيها القلب الحنون ! كُـنْ أمّـاً ،


حتـى لناكـر الجميـل ، للشرّيـر،


حبيباً ، أختاً ، حلاوةً سريعةَ الزوال


لبهاء الخريف أو للشمس الغاربـة .


.


مهمَـة قصيرة الأجـل ! القبر ينتظر بلا رحمة .


آه ! دعْـني ، دعْ رأسي يستريح على ركبتيك ،


مستمتعـاً ، نادماً على ذهاب الصَّيف الأبيض الحارّ ،


بأشعّـة الخريف الأخيرة ، صُـفـراً ولِطافـاً .


*


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads