الرئيسية » » أَنطُون الشُّوملي | أَيُّها العَربُ! | تحقيق محمد حلمي الريشة

أَنطُون الشُّوملي | أَيُّها العَربُ! | تحقيق محمد حلمي الريشة

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 10 يونيو 2015 | يونيو 10, 2015

لا أَزالُ أَغوصُ في المخطُوطاتِ غيرِ المضمومةِ بكرَّاسةٍ؛ تحقيقًا، وتدقيقًا، وتصحيحًا، وإِخراجًا فنيًّا، للخروجِ بالآثارِ الشِّعريَّةِ للشَّاعرِ العربيِّ الفلسطينيِّ أَنطُون الشُّوملي (1914-1979م).
إِنَّني وجدتُ أَن هناكَ الكثيرَ من الشُّعراءِ من جيلِ شاعرِنا هذا، أَذكرُ منهمُ الشَّاعرَ الرَّاحلَ (عصام العبَّاسي)، الَّذي لَمْ يَجمعْ أَشعارَهُ في ديوانٍ خلالَ حياتهِ، وكذلكَ وجدتُ مثلَ هذا الشَّاعرِ وذاكَ، وأَنا أَشتغلُ على إِنجازِ (مختاراتٍ شعريَّةٍ فلسطينيَّةٍ في الثَّورةِ الجزائريَّةِ)، والَّذي لمْ يُطبعْ بعدُ في الجزائرِ، رغمَ الاتِّفاقِ المعقودِ منذ 2010م.
يطيبُ لِي أَن أُقدِّمَ هنا إِحدى قصائدِ الشَّاعرِ أَنطُون الشُّوملي: "أَيُّها العَربُ!"، كأُنموذجٍ لأَشعارهِ الوطنيَّةِ والعروبيَّةِ، وبعدَ تدقيقٍ وتصحيحٍ أَوَّليٍّ. وطبعاً لهُ الكثيرُ منَ الأَشعارِ في غيرِ موضوعٍ، ستظهرُ في ديوانهِ القادمِ قريبًا بإِذنِ اللهِ.
أَيُّها العَربُ!
-----------
طلَّقَ العزمَ والإِباءَ طلاقَا -- واحتَسى للخمولِ كأْسًا دِهاقا
قدْ نضَحنا منَ الجبينِ بماءٍ -- يومَ أَغفى لكنَّهُ مَا أَفاقا
هوَ شعبٌ وا لَهْفَ قَلبي أَراهُ -- ليسَ يهوَى منَ القيودِ انْعتاقا
خدعتْهُ حضارةُ الغربِ حتَّى -- حسبَ المجدَ قِينةً وزِقاقا
ومجونًا ولذَّةً وفجورًا -- وقمارًا وخمرةً وطِباقا
لَفَّهُ الجهلُ في الظَّلامِ قرونًا -- فَهْوَ يخشَى منَ الظَّلامِ انْطِلاقا
مستكينٌ نفسًا وعزمًا ورأْيًا -- لا يُبالي الإِسارَ عقلًا وسَاقا
شرِبَ الذُّلَّ مرقدًا منهُ يُمسي -- عزمُهُ راقدًا كليلًا مُعاقا
فِي سُباتَيْنِ مِن هوانٍ وجهلٍ -- وظلامَيْنِ يضربانِ رُواقا
وعدوٍّ للعُرْبِ يُرسي الأَماني -- جاءَ يغزوهُم مصرَهُم والعِراقا
*
أَيُّها العربُ يَا بُناةَ المَعالي -- أَسُباتًا وكلُّ شيءٍ أَفاقا؟
قدْ أَخذْنا السَّفاهَ مِن أُممِ الغربِ -- زمانًا وما أَخذْنا الخلَاقا
طوَّقوا جيدَ ذا الزَّمانِ بعلمٍ -- ذِكرُه ُطبَّقَ الشِّدادَ الطِّباقا
نافَسوا النِّسرَ فِي السَّماءِ صعودًا -- وامتَطَوْا صهوةَ الفضاءِ عِتاقا
يمخرونَ الفضاءَ شرقًا وغربًا -- بسُفنٍ ذرِّيَّةٍ تتلاقَى
وأَماطُوا اللِّثامَ عنْ كلِّ سرٍّ -- طالَما حيَّرَ العقولَ وشَاقا
أَنتمُ شِئتمُ التَّخلُّفَ دِينًا -- واستطَبْتمْ منَ الهوانِ المَذاقا
ورضيتُمْ منَ المذلَّةِ دُنْيا -- لا ترُومونَ هجرَها والفِراقا
*
يَا شبابَ الغدِ المرَّجينَ هبُّوا -- إِنَّ عزمَ الشَّبابِ بالذُّلِ ضَاقا
مَا عهِدنا منَ الجدودِ ذليلًا -- خانعًا للهوانِ يومًا أَطاقا
ليسَ نرقَى بغيرِ علمٍ ودينٍ -- بهِما النُّور إِن خشَينا المُحاقا
فهُما فِي سباقِ مجدٍ جناحانِ -- لشعبٍ إِذا أَرادَ السِّباقا
ليسَ يحيَا مَن باتَ يخشَى -- كالحاتٍ ولا يلذُّ العِناقا
ليسَ تُرجى حريَّةٌ لشعوبٍ -- لا تَرى الموتَ في هَواها صَداقا
وإِذا الشَّعبُ لمْ يُطِقْ ذلَّ قيدٍ -- حطَّمَ القيدَ والدِّماءَ أَراقا
كلُّ مَا فِي الحياةِ حيٌّ طليقٌ -- وأَرى الموتَ ذِلَّةً ووِثاقا
نحنُ نبغِي لكمْ رقيًّا أَكيدًا -- لا ادِّعاءً وخدعةً ونِفاقا
نحنُ نبغِي الأَخلاقَ فيكُم دوامًا -- نحنُ نبغِي منَ العلومِ الدِّقاقا
نحنُ نبغِي محبَّةً واتِّحادًا -- قدْ مللَنْا منَ الشَّقيقِ شِقاقا
نحنُ نسعَى لوَحدةٍ تتجلَّى -- فِي فلسطينَ إِخوةً ورِفاقا
قدْ أَقاموا منَ السَّواعدِ حِصنًا -- حولَها والقلوبَ منهمْ نِطاقا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads