قصيدة: (كابوسٌ مُكَيَّف)
شعر: محمد عيد إبراهيم
للبحثِ عن الغَرقَى، نزَحْتُ شَبكَةَ صَيدي،
ولم أجِد غيرَ أرملةٍ من النبيلاتِ حَنَّت على صدري
يومَ ماتَ نزيلُها الشخصيُّ منتَحِراً بالكيروسين...
ولم أجِد غيرَ أرملةٍ من النبيلاتِ حَنَّت على صدري
يومَ ماتَ نزيلُها الشخصيُّ منتَحِراً بالكيروسين...
نَظَّفْتُ جِلدتَها، وجَدَعتُ بُنصُرَةَ القدَمين
(تبدو أحسنَ، بدونِ أصابعَ)، ثم قَشَّرتُ الزوائدَ
كالأنفِ والأذنَينِ والشَعرِ (أو نحو ذلك)، بعدَها لانَ لي فَمُها
فشَقَقتُ في الخدَّين حتى استطالَ
(مثل كوسةٍ مَخروطةٍ)، وزرَعتُ أسناني بقُبلَتِها
(لا، لا أداةَ لتَعديلِ الهواءِ، وهو يَخرِقُ بُلعومَها،
فَشَدَدْتُ
***
(تبدو أحسنَ، بدونِ أصابعَ)، ثم قَشَّرتُ الزوائدَ
كالأنفِ والأذنَينِ والشَعرِ (أو نحو ذلك)، بعدَها لانَ لي فَمُها
فشَقَقتُ في الخدَّين حتى استطالَ
(مثل كوسةٍ مَخروطةٍ)، وزرَعتُ أسناني بقُبلَتِها
(لا، لا أداةَ لتَعديلِ الهواءِ، وهو يَخرِقُ بُلعومَها،
فَشَدَدْتُ
***
كي أنزَعَه)، نَزَّ قِيحٌ كأنهُ
ماسورةٌ فُتِحَت للسَّحبِ من أسفلَ
(أعلى وأسفلَ)، أما اللّسِانُ فَثَقَّبْتُهُ لِيَشِفَّ
أو لأرى إن كانَ لا زالَ يأكُلُني، ومن ثَمّ
تَبَّلتُ خَصْرَيها بدقيقٍ وزيتْ. قُمتُ،
غَيَّرتُ سُترَتي ـ
ماسورةٌ فُتِحَت للسَّحبِ من أسفلَ
(أعلى وأسفلَ)، أما اللّسِانُ فَثَقَّبْتُهُ لِيَشِفَّ
أو لأرى إن كانَ لا زالَ يأكُلُني، ومن ثَمّ
تَبَّلتُ خَصْرَيها بدقيقٍ وزيتْ. قُمتُ،
غَيَّرتُ سُترَتي ـ
كان عندي من أبي، سَوطٌ قديمٌ عثمانيٌّ
جَلَدتُ بهِ ما تَبقَّى (كلُعبةِ دراما)، بعدَها وَبَّخْتُ نفسي
على نحوٍ غامضٍ، من مَزِيجِ التَشَفِّيَ بالعَرضِ
الذي أرسُمهُ تحتي، ونِمتْ...
***
جَلَدتُ بهِ ما تَبقَّى (كلُعبةِ دراما)، بعدَها وَبَّخْتُ نفسي
على نحوٍ غامضٍ، من مَزِيجِ التَشَفِّيَ بالعَرضِ
الذي أرسُمهُ تحتي، ونِمتْ...
***
طَلَعَت في الحُلمِ سيارةٌ،
وأركَبُها
وأركَبُها
كلُّ شارعَين تَفقَأُ امرأةً
(شيءٌ رائعُ الجمالِ)، وكنتُ أتقدَّمُ
مُدلَّىً من الفضَاءِ، أبعثُ الموتَ بالبريدِ
كمِطرَقةٍ سَقَطَت في رَغوةٍ. خَشَبٌ طافَ بالحُلمِ،
والحَشراتُ دَنَت، فلا أشُمُّ،
تلكَ يدي رَنَّانةٌ بجَبيرةِ القَصْديرِ:
(شيءٌ رائعُ الجمالِ)، وكنتُ أتقدَّمُ
مُدلَّىً من الفضَاءِ، أبعثُ الموتَ بالبريدِ
كمِطرَقةٍ سَقَطَت في رَغوةٍ. خَشَبٌ طافَ بالحُلمِ،
والحَشراتُ دَنَت، فلا أشُمُّ،
تلكَ يدي رَنَّانةٌ بجَبيرةِ القَصْديرِ:
كيفَ أَروغُ من العينِ التي انفتَحَت، في ذراعي
وهل ليسَ ثمّةَ ماءٌ غبيٌّ لأشربَ
أو أغسلَ الضَّرْعَ الذي بانَ عندي، كثديٍ يشبهُ السَمَكةَ ـ
***
وهل ليسَ ثمّةَ ماءٌ غبيٌّ لأشربَ
أو أغسلَ الضَّرْعَ الذي بانَ عندي، كثديٍ يشبهُ السَمَكةَ ـ
***
إِبَرٌ فوقَ أرضٍ مُوحِلةٍ،
وأنا أتَبارَزُ، معَ امرأةٍ قُطنيةٍ خَشِنة
(لا نواميسَ للقوةِ)، أُدبِرُ فأرَى
قُنفُذَينِ في الكَفَّين
مِنقاراً كَهربياً بزُنبركَ ملءَ الفمِ
(تُعتِمُ عناصريَ الأربعةُ)، وهذا وَرِيدٌ جَبانٌ تلَوَّى
كَحلوَى هُلامِيَّةٍ
فوقي.
وأنا أتَبارَزُ، معَ امرأةٍ قُطنيةٍ خَشِنة
(لا نواميسَ للقوةِ)، أُدبِرُ فأرَى
قُنفُذَينِ في الكَفَّين
مِنقاراً كَهربياً بزُنبركَ ملءَ الفمِ
(تُعتِمُ عناصريَ الأربعةُ)، وهذا وَرِيدٌ جَبانٌ تلَوَّى
كَحلوَى هُلامِيَّةٍ
فوقي.
(*) من ديواني: (الملاك الأحمر)، دار الانتشار العربي، بيروت، 2000
(*) اللوحة، للفنان الإسباني: خوان ميرو
(*) اللوحة، للفنان الإسباني: خوان ميرو