لم تكن بهذة القسوة
كيف واتتك الجرأة لتتركنا
بدون مآوى
أو حائط يحمينا
هناك قيظ شديد
وأنت لم تقل لنا : كيف نصنع مظلتنا
وأنت
خيرنا فى وجع الوطن
هل دبرت مشهد خلاصك
كأنك ناديت :
يا على اشهد
يا هيثم اشهد
يا أحمد اشهد
فشهدنا أنك :
جامع الأرواح
وأن الناس وهم نائمون كنت تكد من أجلهم
ياسيدى
لم يغدر بك السكر
ولم يهزمك قلبك
كأنك قلت : كفى
سأحمل مابقى لأدرك أحبة
فاخترت أجسادنا
لترتاح فى مشوارك الأخير للراهب
ياسيدي
كنت قاسيا
حين اخترت دموعنا
كأول بكاء
يوما سأعبر إلى ضفتك
ولن ألوح لك بيدى
لن أجلس معك على مقهى
ولن أكون معك فى خلية سرية
صدقنى لن أقول لك شعرا
وبالتالي لن تقول : الله مدد
لا لغة ستوضح ضحكتك
ولا نحيب سيمسك بطرف طلوعك السماوى
لتجلس معنا لنودعك بما يليق
يا عين أمك
يا عين سلمى
ياعين النهر ودلتاه
ياعين حرية كبلتك بأمانتها
ياعين عدالة لم تنجب فى ظهيرتها غيرك
أنت تآمرت
وذهبت لوحدك
وكنت سريعا
ياسيدي
أنا غاضب منك
لا تصدق
بمجرد أن تقول :تعال
سأحضنك
وأقبل ظلك
يا ابن الناس
وجامع الأرواح
على عبدالحميد بدر