الرئيسية » » " في مكانٍ قَصيٍّ " شعر/ مؤمن سمير

" في مكانٍ قَصيٍّ " شعر/ مؤمن سمير

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 15 يونيو 2015 | يونيو 15, 2015



" في مكانٍ قَصيٍّ " شعر/ مؤمن سمير

.. وكان يا ما كان يا سعد يا إكرام ولا يحلى الكلام إلا بذكرِها وذكراها ..
أصبحَ الصباحُ تحت شُبَّاكها ذات مغربٍ فقال الصباحُ بعد أن شهقَ شهقتهُ المنتظرة : لمَّا كنتُ أُجهِّزُ نفسي في هذا الوقت للمجانين الذين يستحمون بالنار وأختارُ كل يوم مكاناً قصياً لآخذ نَفَسي الأعمق ساعةَ يكفيني ويكفي التسرب تحت الجلود وفي السِكَّةِ وتحت عقبِ البابِ وفي الحُفَر .. فاجأتني النافذةُ ونشرت أريجاً أحرق ملابسي من رسومها ومشاعري من جهاتها الأربع فصحوتُ وأنا أمشيببطءٍ ثم أزحفُ كالأفاعي وقلتُ أنطُّ كذلك حتى وصلتُ وجلستُ ألتقط أنفاسي وأمسحُ عَرَقي وأنتظر علها تهلُّ قبل أن يصدمنا الوقتُ المعلوم ..
فيضي يا سمواتها ويا بركانُ لا تغب ولا تبص يا فيضانُ من أعلى على السفينة .. إنها ترتجف ..
.. ومرت السنين وأنا ألمح ظِلَّها يقترب من الستارةِ ويغيب .. أو لأكن صادقاً وأشكُّ في حواسي .. لم أرَ الظلَّ ولم ألمح .. لا يليق أن أوقنَ .. وهل شممتُكِ أصلاً ؟ .. أيضاً لا يصح .. إذن هي أوهامي ، صاحبتي وحبيبتي القديمةِ .. يا رب اسمح وتقبل رعشتي وقل .. لا تجعل أيامي تضيعُ هدراً وكذلك أعترفُ بأن الأمر صار يجمعُ بين انتظارَكِ واللوعةِ .. اشتقتها ومن كثرةِ ما حلُمتُ ضاع الشحم من جسمي وطار للأبد .. كيفَ تعرفني أمي في السوق وتحتَ التلِّ وكيف أصيغُكِ وأنا جِلْدٌ على عَظم ..
أنا النور الذي نُحتت الأشعار في ريقهِ ولحمهِ وبهاه .. أنا قريب الآلهة الكبار وبيوتي وجداولي .. غيطاني وراء الجبال ، تبين من الطائرات وعلى ظهور الصقور كأنها لؤلؤٌ وورود .. يا أريجها القاسي الذي ضاع فغاب الناس عن أعمالهم وتأخر القادةُ عن قتلاهُم والملاكمون جلسوا على مؤخراتهم الناشفة ينظرون للمقاعد الخلفية ويستقبلون الشحوب والشعيرات البيض .. أو أنك لم تغب أبداً وفي قلبِ حضوركَ تهتُ عنكَ وتهتَ عني ..
هل سأصبر على ما أنا فيه أم سأرتدي كوفيتي وأنادي الأردية السوداء لتجتمع وأصير الظلام الجميل َالواسعَ الغامض .. علَّكِ تهفينَ إلى النسمةِ الطرية والأغنيات والنشوة وتقولين قولتكِ المنذورةِ ..
سأمُدُّ خصلاتي لتصعدَ وتصعد
أنا الأميرةُ الخبيثةُ غبتُ فيكم
فقط لأمتدَّ ... لأحتلَّكُم وأعيدُ الرسمَ ..
أخلقُ من الطين وأنفخُ وأنفخُ
لتتهيأَ الحكايةُ
وينزرعَ البكور ...
مؤمن سمير

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads