الرئيسية » » أغيب في الرؤى .. رغدة مصطفى

أغيب في الرؤى .. رغدة مصطفى

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 4 مارس 2015 | مارس 04, 2015

الألم يدهس عظامي

يستشري للحد الذي يُخدرني

أفقد معه الشعور

والإحساس بمواضع النزيف والكدمات

متخليًّا عن جسدي لهم

أغيب في وهج الرؤى

تأتيني مشاهد بعيدة

الدم النازف من شفاهي

يتبدل لحبات رمان

ألهو بها وأنا أقذفها

من يدي لفمي

يتدحرج بعضها على شفاهي

قبل أن ألتهمها

 

أغيب أكثر..

أتشمم روائح لشرائح برتقال

وبقدونس أخضر منثور

على أطعمة ساخنة يتصاعد بُخارها.

 

أغيب أكثر وأكثر..

وأراكِ خلف الستار تقفين

تُخرجين ساقكِ البيضاء

في دلال تستعرضينها

بينما ترغبين أن يبدو الأمر

كعرض للخلخال الجديد

أسمع رنته الصاخبة

ويغيب صوتكِ

بينما حركة شفاهكِ

وهي تسب غيظًا

ما أذكر

مع وسادات تتطاير

تقذفينني بها

لتجاهلي اللئيم جمالكِ

ومديحي الساخر بالخلخال.

 

في رؤى أخرى

تأتيني أصوات المقهى

كضجيج بعيد

وكلما اقترب يتفككَ تداخل الأصوات

أتعرف على رنة تقليب الملعقة بأكواب الشاي

تقافز فقاعات الهواء بماء الشيشة

ارتطام النرد بالعلبة الخشبية

القهقهات الخشنة المصحوبة بالسعال

وتغيب وجوه الأصدقاء.

 

في أخرى

أقف وحيدًا

أعدُّ فنجان قهوتي

واضعًا يدي أعلى سطح الكنكة للتدفئة

تبدو كلحظات سلامٍ مضت

توجعني حنينًا

كحلمٍ بعيدٍ

تبدو اليوم.

 

الأصوات الجانبية

الخلفيات البعيدة

اللحظات المهملة من ذاكرتي

أغلب ما تتفتح عليه الرؤى

وتوهج

بينما أُدهس تحت أرجلهم

تأتي كالأحلام

لا سبيل للتحكم بها.

 

في الأيام الأقل انتهاكًا للجسد

الأكثر إدراكًا بما يجري

تصبح ذات الرؤى ـ القادمة

كنور مخلص

من الوجع والمهانة ـ

سياطًا أخرى

تجلد الروح بقسوة

سجن آخر

يُدعى الذاكرة.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads