قلبي .. كعلبة صفيح صدئة ..
منسية في صحراء موحشة ..
تتوالى عليها الفصول و تتابع ..
تصبح متقدة مع حرارة الشمس الصيفية المحرقة ..
و في الشتاء .. تنكمش لشدة البرودة ..
تدفن تحت الكثبان الرملية بعد العواصف القوية ..
في تلك الصحراء المقفرة .. تقاوم علبة الصفيح ..
تحارب ما يستشري فيها من صدأ ..
تتآكل .. رغم محاولاتها للصمود ..
تشعر بالأمان فقط .. عندما تتوارى تحت الرمال ..
أو تحت قطع قماشية أو بلاستيكية ممزقة حملتها الرياح إلى تلك الصحراء ..
تحاول أن تظل محتمية تحتها ..
تتمسك بها جيدا ..
تحاول أن تضمد جراحها .. تغطي تلك الثغور التي أحدثها الصدأ ..
و تسعى إلى التشافي و تناسي قسوة الصدأ ..
لكن الاحتماء بهذه الخرق لا يمكن أن يدوم ..
لابد أن تبقى علبة الصفيح مكشوفة ..
ويعود الصدأ ليأكلها ..
و تزال صامدة .. إلى أن ينهيها الصدأ ..
يفتتها .. فتؤول إلى لا شيء ..
