الرئيسية » » غبار عظيم في ثيابنا القربانية | نصيف الناصري

غبار عظيم في ثيابنا القربانية | نصيف الناصري

Written By كتاب الشعر on الثلاثاء، 6 يناير 2015 | يناير 06, 2015


غبار عظيم في ثيابنا القربانية

نصيف الناصري
2011 / 7 / 8
1



امكانيات عظيمة نضيعها في زحفنا وراء اللواحم الغطّاسة على امتداد النهار ،
وأحلامنا المتعفنة والمتماثلة في سجنها ، توهنُ كل أمل ، ولا شيء يرتجى من
ملاقاة اللهب في أريج صيفها الطويل . تشعبات . رجّات تضاعفُ آلامنا في
ضغائن الهاوية وظلمتها الصيّاحة . كل لهفة للساعة المغزولة لغصينات الشمس
تحطمها خياناتنا لعهودنا الموزونة . تواطؤات مع الملح ، تحجبُ عنّا موتنا
المحضون بسنبلة التضحية .


2


أجيال كثيرة حررتها من مناحاتها الخائرة مذابح الحروب ، والأنهار المعادية هشّمت
العظمة المنقبضة لقبورنا المتطايرة في الوحشات الطويلة لليل . ينغلقُ عمل الانسان
في أرض تشعل العظام ، ويطبق عليه فراغ اللحظة المتكلسة . غبار عظيم في ثيابنا
القربانية ، يسند أوراق موتنا ومداخن الأحلام .


3


{ يقول العالمون بالنجوم *
انني قصير العمر
انني كذلك " يا حسن النوّاب "
ولكن ذلك لايهمني !
ليس هناك سوى طريق واحدة
الى العالم الأسفل
وهي التي يسلكها الجميع ، فاذا كانت طريقي أسرع
سأرى " جان دمو وكزار حنتوش " بسرعة .
دعنا نشرب
لأنه صحيح جداً أن الخمر حصان الطريق ،
بينما يتبع المشاة طريقاً جانبية
الى العالم الأسفل } .


* " انتيباتروس الصيداوي . شاعر سوري . 150 ق . م 80 ق . م "


4


افتقارنا الى البراهين ونحنُ نحمل قرابيننا في أعقاب كل معركة ، يجعلنا ننسى
التبجيل الضروري لمصيرنا الحتمي في رحائبه اللانهائية . الخليقة مبتلاة دائماً
بخمائر عفونتها ، والعظمة التي نتبجح بها ، ماهيّ إلاّ شهادة مزوّرة نقدمها مع
أسانيد تنكشف منذ اللحظة الأولى في محاولاتنا للتخلص من الشقاء . لا مجد
للفاني في ميتته التي يدرجها تحت أسفل شجرة صمته الذي تتولاه الاهانات .


5


متحرّراً من بليتي ، أتبعُ طنين نحلة موتي التي تكافحُ ضد براثن { لا هيّ حيّة *
ولا هيّ ميتة } . انفجارات أنهار تحت أشعة الشجرة ، تحرّك كل مالا يتغيّر في
اللحظة الخالية من مظاهر الديمومة . جرعة ناتئة من ثقل الصخرة ، أتنفسها في
الهياكل المنتصبة لليل وأذوبُ في جلال البرق . أزمان طويلة ملقاة بمحاذاة
المشاعل المنغلقة للظهيرة ، نضطجع بين أطلالها بانتظار الغبطة المرجوّة التي
توصلنا الى القناديل اليقظة للأبدية .


* اوكتافيو باث . قصيدة { امتحان ليلي }


6

في موازين مصنوعة من خشب الساج ، نزن أفعالنا في الظلمة اللؤلؤية للنهار
لكن ترتيباتنا غير المتماسكة في التعزيات القليلة لنومنا بين قيثارات الحجارة ،
تجبرنا على الغوص البطيء في المغلفات الضخمة لسموم العيش بين العظام
المصفرّة .


8 / 7 / 2011 مالمو

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads