الرئيسية » » تضعين في حقيبتي برتقالاً | ميلاد فايزة

تضعين في حقيبتي برتقالاً | ميلاد فايزة

Written By Lyly on الثلاثاء، 6 يناير 2015 | يناير 06, 2015

(إلى أمي)


أراكِ صباحاً تأتين مع قطرات المطر وأول الطير والشمس
تطرقين بيدك المتردّدة زجاجَ نافذتي
أراكِ في عباءةٍ من صوفِ خروفٍ ذبحهُ أبي
قرباناً لآلهة من الطينِ والزيتونِ
أراكِ في الفوطةِ الحمراء
والشملةِ الخضراء
أراكِ في عيونِ طفلةٍ صغيرةٍ أروي لها حكايةَ جدّتِها التي ملأت السلّةَ بالبيْض لجنودٍ ألمان لاذوا بالقرية من الجوع وعارِ الهزيمةِ
لم يُؤذوا أحداً، قالت أمي وتتلْغَمُوا بلُغةٍ غريبةٍ ارْتعدتْ لها فرائصنا
لم يُؤذوا أحداً وناموا تحت شجرةِ زيتونٍ حين طاحَ عليهم الليلُ

أراكِ في ليلي الطويل
في مرآة مُسْندة منذ عامٍ على جدار بيتي القديم.. آشْ حال البيت يا أمي؟
هل تسلّلت العناكبُ إلى شرايين القلبِ
وسكنت في تجاويفَ ملساء بين يديْنِ متعانقتيْنِ في الصلاة؟


صوتُك هنا
صوتُك الغابةُ الحافلة بالرعودِ والحكايات
صوتُك كأنّي أَسْمعُه
وأكادُ أرى يدَكِ البيضاء تطرقُ زجاج نافذتي
الساعة السادسة الآن يا ولدي تقولين لي
وتزيحين الغيمةَ عن ساعدِك
تقطفين شمساً لصباحاتي وتضعين في حقيبتي برتقالاً ليُؤْنِسَ جسدي في الريح
ألتفتُ ورائي... وأبحثُ عن الصوت
فأرى طفلتي نوال ذات الأعوام السبعة تعْدو خلف طائر حمام...
ومطراً يهطلُ على مشهدٍ قديم في الذاكرة.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads