الرئيسية » » سوزان مبارك | إبراهيم المصري

سوزان مبارك | إبراهيم المصري

Written By هشام الصباحي on السبت، 24 يناير 2015 | يناير 24, 2015


سوزان مبارك
ها قد عرفنا أخيراً
أنَّ بيتك لم يدخله قِرشٌ حرام
وأن زوجك 
كان يعملُ بعد دوامهِ الرئاسيِّ في فرنٍ ليليٍّ
لكي يوفر لكِ ولابنيكِ لقمةً حلال
وكنَّا سنندهشُ أو يأكلُنا قرادُ الخيل
لو كان الأمرُ غيرَ هذا
يا صاحبةَ المعدةِ التي تربى جسدُها على لقمتين
هما كلُّ ما كان زوجك قادراً على كسبهِ في مصر
حيث لا تتوفرُ وظائفُ متعددةٌ لرئيسِ الجمهورية
مثل أن يعمل على تاكسي في أيام الجُمع والعُطلات
لكي لا يذهب إبناه إلى المدرسة
بقميصين ممزقين من طولِ غسلهما
في طشتِ القصرِ الجمهوري
وأنا كمصريٍّ يعلمُ ماذا يعني الكدح
أتأسى لحالكِ وحالِ زوجكِ الذي
لم يدخل جيبَه أيضاً قرشٌ حرام
مع أنه كان قادراً على شفطِ مصر كلَّها في جوفه
لكنه لم يفعل
خشيةَ أن ينبت لحمُ ولديه من الحرام
الحرامِ الذي لم يقترب منكِ ولم تقتربي منه
حين كنتِ تستيقظين قبلَ النجمة
لكي تفتشي في ثلاجةِ المنزل
عن قطعةِ جبنٍ بائتةٍ لسدِ جوع ابنيكِ
قبل ذهابهما إلى المدرسة
حتى بدون شربِ الحليب
كما هو الحالُ مع معظمِ أولادِ مصر
وإن كان الصدقُ معياراً
فالقهقهةُ نعمةٌ لا نعرفُ من أين نأتي بها
ونحن مثلك في الكَرب والغُلب
وإن كنا قد شتمنا زوجك
ومسحنا به أرضَ ميدان التحرير
وعلَّقنا صورته على مشنقة
فلأننا كما تعرفين يا سيدةَ الفقر
ناكرو جميل
ولم نقدِّر له عمله بعد دوامه الرئاسي
ماسحاً لأحذيةِ المصريين والمصريات
لكي يكون رئيسُهم رجلاً قريباً منهم ومن أحذيتهم
كان يفعلُ الكثيرَ في الحقيقة
لكي يكون مُلكه علينا جنةً وارفة
ننعمُ فيها جميعاً وأولادنا
إلا أنتِ وابناكِ تنامون خِماصاً
ولا يجرؤ زوجك على مدِّ يده
إلى جرايةِ القصرِ الرئاسي
ليأخذ منها رغيفين لعشائِكم الذي
لطالما كان بائساً وأنتِ مبتهجة
أن زوجكِ يسهرُ على راحةِ الناس
وليس مهماً أن يسهرَ على راحةِ أسرته
تلك التي عانت طويلاً ولأكثر من أربعين عاماً
في خدمةِ مصرَ عمياءَ لا ترى
كيف كان مبارك وسوزان ونجلاهما علاء وجمال
يتحملون بردَ الشتاء وحرَ الصيف وقرقرةَ الجوع
من أجل أن تعبرَ مصرُ أزمتها الاقتصادية
وتحلُّ النعمةُ أولاً على فقرائها
وكنَّا سنصدقك
لولا أننا أصحابُ ذاكرةٍ صخرية
تعرفُ اللصوصَ.. بأسمائِهم.
إبراهيم المصري
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads