الرئيسية » » إن كان ثمّة حياة! | سالم الشبانة | من ديوان ثقوب سوداء

إن كان ثمّة حياة! | سالم الشبانة | من ديوان ثقوب سوداء

Written By Unknown on الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014 | ديسمبر 23, 2014


* إن كان ثمّة حياة!
مسافرٌ بلا قرارٍ،
ولا بيتٍ يدومُ؛
يتنفسُ بالكادِ سنواتٍ
قليلةً؛ ثمّ يسقطُ.
كلُّ عِرقٍ صارمٌ:
الأجدادُ خرافةٌ
سطوةُ الأبِ الغاشمةُ.
ماذا عنّي الآن؟
مشيتُ هذه السنواتِ؛
ولم أنظرْ ورائي؛
بأفكارٍ تطيشُ في الفراغِ
المُسمَّى صحراءَ،
في نفسي التي ارتجلتُها؛
لأرضيَ فضولَ الأهلِ
عن الطّاعةِ.
فوضي الدروبِ
وضعتني بأوّلِ الكلامِ
وفتنةِ الكتبِ.
فالسنواتُ ضربتني خلسةً،
ولستُ أوّلَ البدوِ
ولا آخرَ الممسوسين؛
بلهجاتٍ تحت لساني
أعبرُ متاهةَ الحياةِ:
بسيطاً، عجولاً وخافتاً
كصفيرِ قطارٍ بعيدٍ.
فتشتُ جيوبي؛
لعلَّ محارًا عَلِقَ بها
من حياتي السابقةِ.
يا ربي.
كيف نَمَتْ هذه الحياةُ
طحلبًا حول البئرِ العظيمةِ؟
ولم أجذبْ العالمَ
من أذنيه كبعيرٍ مخطومٍ؛
كأنني كنتُ يومًا
تاجرَ نوقٍ
أضعُ في كلّ بلدٍ بذرةً،
أزورها كلّما سَنَحتْ فرصةٌ.
أبصُّ للحيطانِ العاليةِ
والقبابِ الشاهقةِ
مبهورَ الأنفاسِ
لا أعلقُ بها خوفَ الفتنةِ
والفقدِ.
كلما رمتني امرأةٌ
بتفاحةِ بشهوةٍ
زادَ العطشُ والهيامُ؛
وبكيتُ منْ مررنَ بي
وتركنَ في جسدي ندوبًا.
هذا عن البيتِ.
فماذا عن البدويِّ


ورعبِ التكنولوجيا.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads