الرئيسية » » صحراءٌ مُتخيَّلةٌ. | سالم الشبانة | من ديوان ثقوب سوداء

صحراءٌ مُتخيَّلةٌ. | سالم الشبانة | من ديوان ثقوب سوداء

Written By Lyly on الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014 | ديسمبر 23, 2014

صحراءٌ مُتخيَّلةٌ.
بمثلِ خيالٍ مريضٍ،
أقطعُ الصّحراءَ عن عُرُضٍ
أدّعي أنّني بدويٍّ.
وأنا أحلُمُ
بناقةِ طرفةِ بنِ العَبدِ،
أقيسُ الزمنَ بساعةِ الرّملِ؛
لأنجوَ من رعبِ العولمةِ،
وسطوةِ الصّورةِ.
ولستُ حُرًا؛ لأقولَ ما قلتُ.
ولا عادلاً،
حين وَصَمْتُ نفسي
بما ليس فيَّ.
إذ أنوءُ بأثقالي والتاريخِ؛
فالنّجومُ  ليستْ ما يلمعُ في الليلِ:
مصابيحُ النّيونِ،
هديرُ المحركاتِ،
خرافةُ الحداثةِ وما بعدها
الكسلُ الصيفيّ،
السّرطانُ،
النّومُ المتقطِّعُ
الهوسُ بالمجازِ والكنايةِ
قلقُ الزّوجةِ
من صمتِي الطّويلِ
أفكارُ الأبناءِ عن الأبوّةِ
مكرُ الصيفِ والشّتاءِ
النّدمُ
السّاعاتُ الرّقميةُ..
.................
أمدُّ رجليّ في الحجراتِ
المرتجلةِ على عجلٍ
كما أفكارنَا عن:
الديمقراطيّةِ
وصدمةِ حضارةٍ لم تعرفنا..
أنا ابنُ خلاءٍ
بصحراءَ في خيالِي
صحراءَ عُروَةِ بنِ الوَردِ
وقُطاعِ الطّرقِ
أجلسُ أمامَ laptop
أسطرُ أفكارًا تكابدُ الحُمَّى
والهذيانَ المرَّ
ولستُ بعيدًا
عن جذوري الواهيةِ
في الصّباحِ الفاتنِ
فهذه الصّحراءُ النّائمةُ
على قدرِ ذراعٍ منّي
لا تهبُني مِفتاحَها بيسرٍ.
أزعمُ النّهارَ
أيقونةً بيضاءَ؛
لكنّي وأنا يبتلعُني
الخلاءُ السّاطعُ
أهتفُ: هذا أنا، لا غيرَ.
رجلٌ بعِرقٍ قديمٍ
كعواءِ ذئبٍ
وحاضرٍ يصنعُ أمثولةً
لا تكتملُ.......
..............


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads