الرئيسية » » كَمَرْثِيَّةٍ مَنْسِيَّةٍ على حَائطٍ | أحمد الشهاوي

كَمَرْثِيَّةٍ مَنْسِيَّةٍ على حَائطٍ | أحمد الشهاوي

Written By Lyly on الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014 | ديسمبر 23, 2014

كَمَرْثِيَّةٍ مَنْسِيَّةٍ على حَائطٍ
كهَاجِسٍ صَغِيرٍ يكْبُرُ
يكبُرُ الغيابُ .
كدُودَةٍ قزٍّ يتيمَةٍ تتشَرْنقُ
يكبُرُ الصَّمتُ تحتَ أظافرِها .
وكَفِيلِ صَغِيرٍ يكبُرُ فِي أحلامِهَا
تمرُّ السَّنةُ باكيةً كَسِرٍّ لا أبَ له .
كَحُلمٍ لا يُفسَّرُ على بابِ الصَّباحِ
يكبُرُ الخجَلُ منَ البُعدِ .
وكيدٍ كتبتْ رسَالةً ثارَتْ ظِلالُها
يَكْبُرُ العِنادُ كنخلةٍ لا ذِرَاعَ لها .
كقَوسٍ رمَى حِبْرَهُ في الوَدَاع
وفَاضَ كمَنْ يغْسِلُ يدَهُ في مِياهِ مَلائِكَةٍ
يكبُرُ الصَّباحُ فِي الدَّمِ .
وكَكِلمةٍ بسَاقٍ واحدةٍ يصْحُو عجْزُهَا
يكبرُ رُفاتُ اللُّغَاتِ في يدِ الشَّاعرِ .
كجُرْحٍ زَادَ في نسْيانِه
كبرُ الشَّاعرُ مثل مرْثيةٍ منْسيةٍ على حَائطٍ .
وكضُفدَعٍ نسِي لحْنَهُ فِي النَّهارِ
وصَارَ مثل قطارٍ بلا نَفَسٍ
كبُرتِ السَّتائرُ كأشْجارٍ عارِيةٍ في الليل .
كرَأسٍ مَلأى بِقِشْرةِ الشَّكِّ
تكبُرُ الرِّيحُ لتأكلَ الأشْوَاكَ .
وكقمرٍ واهنٍ صدمتْهُ عَرَبةٌ منْ كلامٍ
تكبرُ النارُ لتطهوَ حِجَارَةَ الأمَل .
كَعَدَمٍ يُخَاصِمُهُ النَّومُ
يكبر جدارُ البَلاغةِ
حتَّى يغيبَ المعنَى عن حُضُورِ الجنَازَات .
وكطيْرٍ لم يُميِّزْ بين لُغتِي وَمنْطِقِهِ
كبُرَتِ الصَّحراءُ في باطِنِ الكَفِّ
وغابتْ عنْ يدِ الشَّاعرِ أسْرارُ البلاغَة .
كَاسْمٍ يمْشِي على الأرْضِ في اللَّيْلِ
وهُو نائمٌ
يكبُرُ النسْيانُ في العَرَاء
وتَصْدَأُ القُبلةُ الأخِيرَة .
وكقِطٍّ ينامُ قُربَ البَابِ فِي البَرْد
تكبُرُ المَكانسُ في يدِ الفِيلِ
ليكنسَ البيتَ منَ الذكريَات .
كنخلةٍ كانت امْرأةً في زمَانٍ أوَّلٍ
تكبُرُ الأمُ في الشَّاعرِ
كيْ تمْنَعَ اللُّصُوصَ
من سَرِقَةِ الجُمَّار فِي الفَجْر
وتبنِي معَابدَ حولَ ما تركتْ يدَاهَا منْ أثر .
كضريحٍ ينامُ وحيدًا على طرفِ البْحرِ
يكبُرُ الإزميلُ الذي ينحتُ اسمِي عليه
وينسْى أنه كان يومًا إلهًا في السرير .
كثَمَرَةِ مانجُو حَارَ سُقْرَاطُ في وصْفِها
فقشَّرتْ نفْسَها
كيْ يفقهَ القلبُ حينَ يَسْكَرُ
تكبُرُ امرأةٌ على شَاطٍىءٍ للغضبْ .
كحَجَرٍ يسْندُ الزمنَ حينَ يعرجُ
يكبُرُ السُّورُ كَيْ لا تقْفزَ الذِكْرَى منْ عليْه .
القاهرة
21 و22 من ديسمبر 2014 ميلادية .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads