الرئيسية » » عندما كنت أنتحل صفة شاعر | بن يونس ماجن

عندما كنت أنتحل صفة شاعر | بن يونس ماجن

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 8 أكتوبر 2014 | أكتوبر 08, 2014



عندما كنت أنتحل صفة شاعر
 
عندما كنت انتحل صفة شاعر
كنت كالمولود الجديد
الذي يتعلق بثدي امه
ويمقت حليب الصدر
لشدة ملحه وطعمه
 
لم اكن اتوقع يوما أن اصبح شاعرا
ولم احترف نظم الابيات والقوافي
وعندما بلغت من العمر شيبا
تزوجت بقصيدة  يتيمة
لا اتذكر هل خلعتني
ام انفصلنا بالتراضي
 
اكتشفت اخيرا انني تحولت
الى عملة   متوقفة عن التداول
في كف متسول
خبير في صكوك  العهود الغابرة
 
ولا دخل لي بمرور الوقت
 فرقاص ساعتي انتحر مع الزمان الحقير
كل ما في الامر انني تقمصت
شخصية ضرير
ارى الظلام ولا يراني
استند الى اعمدة الانارة
اتجول بين الاضواء
واختفي وراء شمعة
تحترق في الفراغ
الكل يعرف انني أمارس غوايتي
ومتورط  في جمع المناديل الورقية
وقصائد التي لم اكتبها بعد
 
عندما اصبح شاعرا مسنا
ساستاجر بيتا
من بيوت الشعر
واركب بحرا من بحوره
على متن قوارب الملاح الفراهيدي
وساحاول الوصول الى شط النجاة
 بمجذاف واحد
 حتى لا يجذبني شيطان الشعر
 الى ارخبيلات المعاصي
لم يحالفني الحظ كالاخرين
هل سمعتم  يوما عن نعجة نطحت ذئبا
في زريبة أسد مدجن؟
 
لا يمكنني ان اكون شاعرا
وانا ادفع للناشر الاف الدولارات
لطبع الف نسخة على نفقتي
واكدسها في بهو بيتي
حتى تسطو عليها الفئران
 فتلتهمها  اربا اربا وبلا رحمة
 
ثم اوزع كتبي بالمجان
على الاصدقاء والمعارف والخلان
الكل صار يكتب الشعر
ورنين الاجراس في الاندية لا يهدأ
ومنارات مهجورة بلا مرفأ
هل هناك حقا قراء للشعر؟
يتلهفون على آخر الاصدارات
العالقة برفوف المكتبات
التى اتلفها غبار النسيان
 
وتتدفق النصوص من هنا وهناك
ما اكثر الشعراء وأنا واحد منهم
حتى اختلط الحابل بالنابل
وصار الرديئ يضاهي البديء
 فضلات الشعراء المخمورين
تعبق برائحة العفن
وخربشاتهم المهووسة بالهذيان
 تراود الشيطان عن فعل الخير
في كلمات مبهمة لا يفقهها الا الغاوون
ولكني أتساءل على أي حال
ما جدوى الشعر في زمن الرواية
ايها المتشاعرون ...؟
 
بن يونس ماجن
كاتب مغربي مقيم في بريطانيا منذ عقود

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads