الرئيسية » » الوقت الضائع | محمد حربي

الوقت الضائع | محمد حربي

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 8 أكتوبر 2014 | أكتوبر 08, 2014

الوقت الضائع
ضربت موعدا لمها وقلت لها سآتي غدا، فمضت سبعة عشر عاما قبل أن يأتي ذلك الغد والتقينا لنعوض الأقمار التي ضاعت منا في الطريق.
دخلت مهنة الصحافة بعد ما صارت الكتابة "سبوبةارتزاق " فبكيت أعواما طفت فيها حول مبنى جريدة الأهرام كوثن حلال كنت ، أذاكر في الطواف اسلوب هيكل كيلا أقلد الصانع الأمهر. وعندما بدأت العمل بالصحيفة العريقة اكتشفت أنني كنت رومانتيكيا أكثر مما ينبغي وأن الأخبار، التي كنت اراها قصيدةالصحفي اليومية وانها تتطلب قداسة العمل ونزاهة الضمير، كانت أمامي جثثا ميتة مرتين في بورصة الربح والفساد 
ظللت عشرين عاما أقاوم الورق الأبيض بعدما مزَق أبي اولي قصائدي وانا في الخامسة الابتدائية اتغزل فيها بمدرستي 
ثم اخفيت كل ما اكتب حتى لا يراه أخي هشام فهو شاعر حقيقي وأنا نصف شاعر وخفت أكثر عندما أحسست أن أبي الروحي محمد عفيفي مطر يعرف بانني اكتب الشعر خلسة، وكنت اظن أنه سيقتلني لو عرف انني اكتب ذلك النوع من الشعر الذي لا يحبه، فأخفيت عنه وعن العالم ما أكتب حتى لا أغضبه لحظة واحدة وبعدما غافلني ورحل بكيت عند قبره بمرارة لانه لم يقرأ لي نصا واحدا وكل نصوصي طالعة من عباءته وأنا في حيرة من امر تلك النسحة التي وقعتها باهداء له كيف ارسلها اليه الان وهل سيرضى عنها وعني ؟
كل شيء يأتيني متأخرا أم أن الشمس تأخذ وقتا طويلا لاعداد غرفتي لاستقبال الشجر المغني 
أظن أن شيئا واحدا سيأتيني في موعده، وأتمنى أن تكون مها الى جواري لتحكي لكم ولابنائي عما فعلت بي الشمس المتأخرة وماذا فعلت أنا في الوقت الضائع

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads