الرئيسية » » خيوط القيامة | فاطمة الطرابلسي

خيوط القيامة | فاطمة الطرابلسي

Written By هشام الصباحي on الأحد، 7 سبتمبر 2014 | سبتمبر 07, 2014

نبوءة "أيليوت" بخرابها تحقّقت
"بسفك الحبر على الموت وتقليب تميمة "ماري
وخسارة البيدق في المدينة الواهية
ايلويت ! أبراج الخوف وقعت منّا
و بقينا شرخا سافرا ننظر إلى الأعلى
سألني أحدهم: أين جبين الصّباح من هذا؟
كيف لي أن أعرف و طعم الخمر في وريدي
من أنت لتسألني؟ من فوقك أو تحتك؟
من يختبئ في جلبابك؟
من قال أنّ هذا صوتك؟
متى تحرّرت من شفتيك؟ خذ رشفات فكر
هل فكّرت؟
بين أضلعك نوافذ حرّية
فهل تحرّرت؟
أنا لم أشرك
و لكن حين استكثر غيري عليّ أنّاتي 
تساءلت

من كوّة الصّفحة "ديكينسون" أومأت لي
مثقال حرفها رفع سفح قلمي
قصيدتها تنضو بين القصائد
و ظلّ "لا أحد"أشرق محترقا في قدحي
"لا أحد" يتبع "لا أحد"
و الإثنان يخشيان الشهرة
ممّا يخشيان تحديدا و هما حفنتا تراب تمضي
ثقالا غادرا كثقل الفراغ في الكون
أين نأخذهما؟ و أين نخفيهما؟
ليس في العبّ سوى مقبرة 
و على الطاولة كأسان  و نعي و عصفر 
لم يبق على الورقة سوى قلب ليل 
و شيء من جنّة و سعير أحمر


نيرودا!
كم قصيدة غنائية نحتاج منك اليوم؟
كم متنا لنثمل من كأس عشق 
وكم أغمدنا من سيف لنحيا في أعيننا
الصّحو أتعبنا "نيرودا 
فمتنا لضآلة أحلامنا
و تقزمنا لنسيان ميلادنا 
كففنا عن رؤية الضّوء فينا
و قرعنا المجازفة في قلب الطريق

نيرودا
خطايا هذه الأيام ترفع إلى السماء
كخيوط القيامة
سأمضي إلى مقبرتي
ليس خلفهم..و لست وحدي
سأحجز لنفسي مكانا في حانة ما
أناجي الكرسي و خطاياي و توبتي
ما بين السكارى أنا إنسان أكثر
نقيّة كالرّيش
لذّتي في سكرتي أنّي جنّة
لا أحمل فوق عظامي توابيت ولا دماء
و الأجمل أنّي حينها أحمل في راحتيّ حنّة
تكفيني صكّ غفران ليوم القيامة

كبيرة هذه الأيام مذ كانت في الرحم
لا شعر ينعانا جزيل النعي
خذ رشفة هواء..تنفّس
تنفّس عميقا 
عجبا
لما كوّة الصّفحة تصرخ من الألم؟
ارتبك نوم العالم ..توقّف
رأينا نعاسكم فاستحييا
سنخفي الصّحوة ليحيا البعض فينا
ربّي سامح صفحتي  بما جنيتُ عليها من الكتم
فهذا شعر سمج على درج الوطن
مجرّد نطفة حزن في دفتر الصّبر

فاطمة الطرابلسي 
دبي ٩ فيفري ٢٠١٢


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads