الرئيسية » » كانتا .. رتقاً | هزاز طباخ

كانتا .. رتقاً | هزاز طباخ

Written By هشام الصباحي on الأحد، 7 سبتمبر 2014 | سبتمبر 07, 2014



على الرصيف المقابل
كنت أمامي
لم تكن القبلة الأولى ورقتي الصفراء
لم يكن الجسد
بقايا رائحة لا تثير اهتمامي
لم تكن أصابعك الملّوحة
إلاّ
عناوين حقيبة خضراء
مشتاقة
للرحيل في تلاوات العشق
بعيداً
عن عجز أغصانها المُقْعد
ولم يكن صوتك 
إشارة استفهام خرساء
لا تجيد الطريق
كان نوافذ هاربة
من حزن الجدار المقابل
كان صفير أجنحة
تضرب في الهواء طُرقاتِها
لتهرب من الإشارات المعطّلة  .

على الرصيف المقابل
جلست غمزتك واضعة ساقاً فوق ساقٍ
وبلا مبالاة حيّيتني  
لتثير غيظي 
وقفت ضحكتك أمامي
كحفيف جارح لليلةٍ خريفية
مؤلماً ظمأ الدفء فيها
أمدُّ يديّ


ــ أنا التي أحمل بأصابعي جاذبية الكون لالتقاط الإختفاءْ ــ

أمدّ يديّ .. لألتقطها
فيغيب اللحنُ
وتحضر التفاصيل الصغيرة
دُمْ .. تكْ
دُمْ .. تكْ
دُمْ دُمْ .. تكْ
دُم تكْ
ويصعد سلّم قديمٌ من تعب الرصيف
إلى وجهي
ويفشل باتكائه على ملح الغياب  !!

هنااااك .. على الرصيف المقابل
صار وجهك عراء مدينةٍ
تعبث النهايات
بشرفاتها
بأحبال غسيلها النظيف
بسرْوها المعجون بأسرار الكون
بشمعها المفرود على دمع الزوايا
ها ...... هناك
وقفت خيباتك على محطّاتها
تنتظر الفرار
وصار وجهك بوابة .. لا مفتاح لها
أحدّق في الرصيف  
 في فراغ الهواء
أحدّق .... مليّاً
الضفتان
كانتا ... رتقاً !!
مرّ غبار المدينة بينهما
وصاح : (( نحن فتقناهما لحرّاس الصمت
وجعلنا بينهما نهر دماء ))
أحدّق
والشمس .. جاحظة
أحدّق
ولا بصرْ .. !!  
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads