الرئيسية » » مهدي منصور | لا ترجعوا مثلهُ...منهكينَ...

مهدي منصور | لا ترجعوا مثلهُ...منهكينَ...

Written By هشام الصباحي on الأحد، 7 سبتمبر 2014 | سبتمبر 07, 2014

يقول المجنّدُ للضابط المتحصّن خلف مدى الصوت

ها نحن ندهسُ آخر ريحانةٍ أمعنتْ في الرحيقِ بأقدامنا..

وانـتهينا..

ولم يبقَ منهم سوى من يوثّقُ أغنيةَ الموتِ في كتب الشعراء الصغارِ...


يناديه عبر الجهاز اقتلوا "صوتهُ"

يقول قـتلناهُ...لكنّهُ يحملُ اللحنَ بين يديه...

يقلّبهُ في أصابعهِ مثل بائعة القهوة الغجريّةِ..

يُرقصهُ فوق سبّابةٍ لا تخاف من الموتِ وهي تشير إلينا...

يجيب اقطعوا وتراً في كمنجا الحنينِ..

فإني أحبُّ المغنينَ...

دون يدينْ...

فقال: بدون يدين يغنّي...يغنّي..بدون يدينْ

أجاب بصوتٍ تقـيّأ من وجع الموتِ كيف يغنّي؟؟

إذاً..أطلق النارَ..

قال يغنّي..بصمتٍ..

حكايتُهُ ناقصةٌ كفّتينِ

وزائدةٌ حلمينِ...وعينْ

أجاب اقتوا فيه ما فيهِ...

ثم اطرحوه ليتّسخ الصوتُ بالأرضِ

واحتملوا الصمت من بعدهِ..

قال يا سيّدي قد قتلناهُ لكنّه الآن مثلَ نحاس الكنائسِ ممتلئٌ بالصدى

كيف نرجعُ والريحُ ماثلةٌ في العراء تغنّي..

أنتركُ أقدامنا هاهنا..فالمكان الذي نحن فيهِ يساورنا بالبقاءِ..

أنتركُ نيراننا فوق مئذنة التينِ ناضجةً؟

ثم نرجعُ للثكـنة العسكرية منتصرينَ...

بلا قدمينْ؟!

أجابَ وقد حيّرَ الصوتُ فوّهةً القتلِ..

وانسلّ بين أصابعه غضبُ الأرض لا ترجعوا...

أطلقوا الليل في وضح الأغنياتِ..

اطلقوا النار في كلّ صوبٍ على الصوت...

لا ترجعوا مثله منهكين..



اقتلوا جيداً جثّةً لم تمت فوق ذاك الحصى!!

واقتلوا الأرض من تحته...

وادفنوا الأرض بين يديه..وعودوا... وعودوا...

فقال..وإن لم تمت تحته الأرضُ..

واعتذرتْ أغنياتُ القتيلِ عن الموتِ..

قال:"...إذا لم تمتْ مرةً أغنيات القتيل بنيرانكم..."

وشممتم إباءَ حسينْ...

أعدّوا نخيلاً...وكثبانَ من عضلات الجزيرةِ..

واسماً يليقُ بمأتمهِ...

واقتلوهُ...

بأعرابّهِ

مرّتينْ...



مهدي منصور



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads