الرئيسية » » قصائد | شريف رزق

قصائد | شريف رزق

Written By هشام الصباحي on الأحد، 7 سبتمبر 2014 | سبتمبر 07, 2014

I
يَبْدَأُ يَوْمِي بِانْقِبَاضٍ غَامِضٍ .

II
الأوْرَاقُ على الطَّاولةِ ، كَمَا هِيَ
وَبَقَايَا شَاي المسَاءِ .
جَلَبَةٌ تَسْتيقِظُ في الشَّارعِ 
وفي رَأسِي تَصْحُو الحَرَائِقُ .

III
على سُلَّمِ المترو
المرْأَةُ الَّتي تَبِيْعُ المنَادِيْلَ
مِنْ بَيْن زِحَامِ الصَّاعِدِيْنَ
تُلاحِقُنِي بنَظْرَةٍ
أرْتَجِفُ لَهَا.
IV
- أينَ ذَهَبَتْ المكتبةُ منْ حُجْرتِكَ يَا شَريف؟
- ذَهَبَتْ مَسَاءً . قُمْتُ وَلمْ أجِدْهَا .
- وَأيْنَ ذَهَبَتْ الصُّورُ الَّتي حَطَّمَتْ بَرَاويزَهَا ، على جُدْرَانِ حُجْرتِكَ يَا شَرِيف؟
- الحُجْرَةُ أيضًا غَادَرَتْ ، وَكُنْتُ فيْهَا .
- وَإلى أيْنَ تَذْهَبُ الآنَ يَا شَريف؟
- على آثارِهِمْ ، تَقُودُنِي أنْفَاسٌ إليْهِمْ .

V
بعيدًا حَتَّى عنْ جَسَدِي
أجْلِسُ على شَاطِئِ البَحْرِ وَحْدِي
بريئًا منْ كُلِّ مَا يَحْدُثُ .

VI
كيفَ أصْبَحَتْ البلادُ مُسْتَنْقَعًا لا يُطَاقُ إلى هذا الحَدِّ ؟ .

VII
أمَامَ بيتِنَا القدِيْمِ
في انْتِظَارِ الصَّبيِّ الَّذي كُنْتُهُ
قادِمًا على نَبَضَاتِ أمُّهِ
في الحَارَةِ القدِيمَةِ الَّتي كَانَتْ هُنَا .

VIII
يدِي في يدِكَ
وَنَحْنُ نَقْطَعُ طَريقَ العَودَةِ الليلِيِّ
وَدَائِمًا أتَعَثَّرُ في شَيءٍ
وَتَنْهَرُنِي يَا أبِي .

IX
عَجُوزٌ نائِمٌ في ظِلِّ شَجَرَةٍ
تَتَسَلَّلُ منْ صَدْرِهِ الثَّعَالِبُ
وَتَتَجَمَّعُ على حَافَّةِ التُّرْعَةْ .

X
صَعْبٌ أنْ تُدْرِكَ الآنَ كَمْ عِشْتُ أحِبُّكَ
أنْتَ المصَابُ بنَزْفٍ في المخِّ
حُزْنًا على فِرَاقِ أقْرَبِ أوْلادِكَ إليْكَ
أنَا حَذَّرتُكَ مِنْ بُكائِكَ على قَبْرِهِ وَحْدَكَ
لكِنَّكَ كُنْتَ تُجِيْبُنِي بالأنِيْنِ
هَلْ تَعْلَمُ الآنَ مَا حَمَّلتَنِي يَا أبِي 
مُنْذُ هذِهِ الليلَةِ في العِشْريْن مِنْ يوليو 2003 ؟
صَعْبٌ أنْ تُدْرِكَ الآنَ يَا أبِي كَمْ عِشْتُ مُعَذَّبًا بآلامِكَ
دُوْنَ أنْ أقْوَى - وَلو لمرَّةٍ - على دَفْعِهَا عَنْ كاهِليْكَ
صَعْبٌ أنْ تُدْرِكَ الآنَ كَمْ أحْمِلُ منْ الجُثثِ في جَسَدِي
وَأنَا أغَادِرُ حُجْرَتَكَ مَسَاءَ كُلِّ مَرَّةٍ يَا أبِي .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads