أنا سأقاوم اللصوص بالغناء، والأغبياء بالابتسامة الشاسعة الهادئة. سأقضى على انتفاخات القولون بعادات جديدة: مثل قراءة لوركا، أو يمنه للأبنودي. سأجلس خلف مقود السيارة وأقطف مئات الكيلومترات لأعبر من رملٍ إلى رملٍ. لن أسمح للحمقى بأن يحدثونني عن الوطان ولن أتثاقف بلوعة وأحشر كلمة NOSTALGIA في سياق سخيف بلا معنى. سأبصق بقوة على التحالفات والائتلافات، وعلى الليالي الباردة في حضرة الحلم الذي أكله أولاد الكلب ومسحوا ببقاياه لحُاهم الجعداء المسكونة بالقمل. ربما أفكر في بيتٍ كبير بحديقة واسعة في ملبورن أو كوينزلاند، ما تبقى لي ليس كثيرًا، سأفكر جديًا في سيارة رباعية الدفع، ورحلات صيد تمتد لأيام، سأغير نوع البن الذي أدمنته على مقهى (عم فتحي) في البورصة. لن أتحدث عن (وسط البلد) في كتاباتي الجديدة، ربما أكتب بلغةٍ أخرى غير العربية، وأتعلم مجازًا جديدًا، لا يحتمل اللوعة في الغرام، أو السهد، أو الفراق. الغرام أن تلمس يد حبيبتك، وتأخذها في عناق طويل... طويل. وفي اللحظة المناسبة ستغيب معها في نوبة جماع طويلة تتخلصان بها من هوس الذكر بالأنثى، والأنثى بالذكورة الحلم. لا مرارة عندي للزحام، ولا البنايات الكرتونية الشاهقة على شوارع لا يزيد عرضها عن ستة أمتار. سأرقص وحدي على حافة الأفق ولن أنتبه لدوري في حرب الحماقة الدائرة في شوارع أبكاني فراقها وأساها.
