أواخر آل عمران
هي الروح تملؤها الجراح
وتثقل صفوها المتعثر
في أروقة الحناجر...
حتى لا تكون يوما ً
وجهاً تخلوه الملامح
غير أني أحببت أن أراني
في آخر الممر
واقفا على قبري وحيدا
أتلوا الفاتحة
وأواخر آل عمران
ترافق سرمديتي
إلى حين أفيق..
غدا
أعلم أني سأموت
فمن سيذكرني
عندما كنت صغيرا
وأنا أبحث عن أبي
حاملاً العيد بين يدي
وبعض الحلوى منذ سنين
كانت تنتظر ...
متى أبي سيأخذها
ليذوق حزني
الخالي التعابير
كوجهي المنحوت
على الأبواب المغلقة
حفرته مطارق النسيان
كلما عيدٌ
تجدد...
لأعود لأمي
تحتضن ثيابي الجديدة
وتشم فيها الحنين
الذي اغتالها ... ذات حين
مسكينة...
هي أمي
تحترق كلما هب عيد
فلا
عودة لأبي
ولا
لحلواي عيد
لترحل بعده
وتتركني....
....وحيداً
أجمع داخل جيبي
بقايا جبيني
كلما اشتاق لحضن
من رحيل
يطل بحلته الجديدة
ويسترق النظر
من أعلى الزاوية...
هكذا مخاوف أبي
لم يشأ أن أكون هشاً
تلعب بي الرياح
وأنا أربو بين إوزات
في حقل سيغدو جوه عاصف
حينما كنت أتساءل
متى ستعود أمي ...؟
وبيدها قبس من وجه أبي
وعكاز أهش به الرياح
كان وسيماً أبي
هكذا قيل لي
عندما كنت ألبس خشوعه
وهو ذاهب للصلاة