الرئيسية » » عريس وعروسة | أشرف الجمال

عريس وعروسة | أشرف الجمال

Written By هشام الصباحي on السبت، 9 أغسطس 2014 | أغسطس 09, 2014

عريس وعروسة
................    
 
وكُنّا صغارا
شفتاك الجميلتان كحبتيّ برقوقٍ
لم ينضجا بعد
كانتا تلذعان روحي
عيناك الصافيتان كسنبلتين تحت المطر
تغوياني كل يوم بحديقةٍ
وجهك البريء كلوزة قطن تومض في ليل بهيم
ليس بيني وبينه أي أخوّةٍ أو قرابة
لا يعرف البحر عن حنيني شيئا
سوى أنّ سُفني جميعها
ذهبت سُدى في مجاهل خُلْجانك
ولا أعرف عن جحيمه شيئا
سوى أنه يشبه جسدك الأبيض حين ينحسر الرداء
عن شواطئه
منذ طفولتنا
- أنا وأنت -
كنا نكره الموت والرحيل المفاجئ
ونصدق أن الآلهة الخالدة في حاجة لمحبتنا
وأنه بالإمكان أن نساومها عن بقائنا
لقاء اعتراف قلبينا
بأنها رحيمةٌ وتستحق أن تُعبد
جسدك الذي كنت أعتقد أنه النهر الحقيقي في هذا العالم
وكمخزن للحنين تستمد منه الغزلان المشردة
قدرتها على الترحل
كان صديقي الوحيد الذي يفهم لماذا أنا حزين وخائف
وببراءة من يخترعون أوهامهم لكيلا يموتوا
اتفقنا أن نلعب ذات ليلةٍ لعبة ( العريس والعروسة )
كانت وجنتاك المتوهجتان أشبه بهذه الرحلة المجهولة
التي تشعّها النار في قلوب عُبّادها
وشعرك الأسود ليس سوى هذه الضفاف البعيدة
التي يلوذ بعطفها قارب محطم مثلي
خطوة واحدة هي ما بيني وبين النجوم
التي احترقت قبل أن أمرر أناملي على جيدك
قبل أن تقرر السماء أن تبكي من فرط المحبة
وأنا أشم رائحة أنفاسك
بَهيّةً كنسيمٍ هارب من بستان في صهد الواحة
كعَبّاد شمسٍ يصر على التأمل
رحيمةً كترنيمةٍ تتسلق قلبا موجوعا
متهما بكفره
يداك الرسوليتان بين يديّ
ونهداك عصفوران يرمحان في روحي
أسئلةٌ ضخمةٌ وكبيرةٌ كانت تحاصر شفتيّ :
ماذا يعني الخلود في هذه الدنيا
ماذا تعني الأبدية أيضا
ما الوحي الذي يمنح هذه الجبال البعيدة قناعتها بالتوحد
ما السر الذي يملكه العرّافون والسَحَرة ليغيّروا به
مصائر النجوم في مواقعها
لماذا لا يكون للمحيطات نهاية
كيف ينبت الورد في الغابات وحده
كيف ينام اللؤلؤ مصغيا لضجيج العالم
من قلب محارة
ما اللغة التي يتفاهم بها اليمام المهاجر ..
كنت أبحث عن إجابة لكل هذه الأسئلة
وأنا أتذوق ريقكِ  للمرة الأولى
كانت شفتاك تتجاوزان كل قدراتي على الفهم
كل احتمال النار للتوهج
كل احتمال الثلج الأبيض للذوبان .
 
الآن .. أنتِ.. إلى جوار رجلٍ سواي
بقصر الحقيقة التي لا تُنكَر
تتوسطين الحفل وحدك
الآن .. أنا .. إلى جواري
بين أحراشها أسير ..
أسألُ ... ككل الذين كفروا باليقين
 
ولا إجابة .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads