الرئيسية » » الآلهة والناس | أشرف الجمال

الآلهة والناس | أشرف الجمال

Written By هشام الصباحي on السبت، 9 أغسطس 2014 | أغسطس 09, 2014

الآلهة والناس
........
 
علامَ تسألين نفسك
لماذا أنا مشغول بك !!
لماذا أنا مهتمٌ بعينيك !!
أنظر إلى صورتك الماثلة أمامي
كل ليلة
فتتفرسني كمدينة حضارية
تشهد على الطريق راعيا جَوّالا
أفكر أن أرسل لك أغنية تفيض بالمحبة
لَحْنا صامتا يحكي لك
الشوارع الخالية من الناس والطير
المجروحة بهواجس من بِيعَ رخيصا
الأشجار التي مهما أرهقوها بالعصافير
لا تستطيع أن تحلم
الدروب الموجوعة باتهامها بالخيانة
من كل عاشق وفاجر ..
أنا أعرف أنني قطعة من الطين
- ربما تصل لحد الحقارة -
تسير على هذه الدنيا
بقدمين لا تفكران في عشب بريء
يستطيع أن يصدقها
وآلامٍ حقيقية يمكنك أن تثمّنيها
كمَحبّةٍ مغلوطة لإلهٍ غامض ومحتجب
لا أستطيع أن أراه
إلا إذا كنت كفيفا
لكن عينيّ كانتا مشغولتين دائما
بالنظر إليك
وبالبكاء على أمي التي ماتت
ونهب كثير من النسوة حنانها
على مرأى من جبيني
وأنا واقف لا حيلة لي .. لا حول ولا قوة
لقد كان قاسيا على قلبي
أن آتي إحداهن كطفل صغير
يصرخ في وجهها مطالِبًا بحقه
بعد أن تفرّقن في شوارع سنواتي
وأشد مرارةً أن تجعلني أبًا لخيبتها
تنقّب فيه عن طفولة مغتصبة
ومرارا قلت إن نجمة في السماء
لم تخبرني أن حياتي قصيرة
لكنها كانت كل ليلة تزداد خفوتا
بما يكفي لأفهم أنها تودعني
ثمة قِطٌّ كان يزور منزلي كل يوم
لم يعد يأتي
كأنما يقول لي .. يا صاحبي
تلك سُنّة الحياة
ومنذ أعوام
لم أعد أقدر أن أنام مطمئنا
الكوابيس ذات الأجنحة الكبيرة
تحملني كل ليلة
وتطوف بي فوق قبور هذه المدينة
لأعتاد أن أرى الحياة بعيون أخرى
الأمراض التي تزحف كالسحالي
على أرضية غرفتي
تقرض ياقات قمصاني
و أغلفة كتبي
ولا تجد من يواسيها
ظالمةٌ أنت  ..
ككل الآلهة التي اخترعها البشر
ليتسولوا منها .......

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads