الرئيسية » » لماذا أحب وجهكِ ؟ | أشرف الجمال

لماذا أحب وجهكِ ؟ | أشرف الجمال

Written By هشام الصباحي on السبت، 9 أغسطس 2014 | أغسطس 09, 2014

 
 
 
لماذا أحب وجهكِ ؟
........
 
لماذا أحب وجهكِ ؟
من أي جحيم تأتيني هذه الأسئلة ؟!
لا أعرف
ضحية سؤال جديد كل يوم صِرتُ
أنا والسؤال من وراء الحجب
يلتقي كلانا
أسيرًا ورصاصة
طريدا من العدالة وحُكْمًا بالإعدام
لم يكن كافيا أن أقول إن وجهك جميل
كثيرة كانت الوجوه الجميلة
لكني لم أشعر نحوها بهذا الحنين
بهذه المحبة
حين كنت طفلا نِمتُ ذات ليلة ..
أوصيت إخوتي أن يوقظوني صباحا
لكنهم في زحام الحياة نسوني
باعوا المنزل
واستوطنه الأغراب عاما بعد عام
جيلا وراء جيل
هدموه وبنوه مراتٍ ومرات
دون أن يلتفتوا مرة لوجودي
غرفتي وحدها
ظلت تطير من مدينة لأخرى
ثم تأتي إلى حيث موضعها
حين استيقظت
صار لدي أربعون عاما
كان وجهك البريء أول ما رأيت
من طفولتي المنسية
أول ما شاهدت من وطن معذب
أنا رجل غريب بطبعي
أملك ذراعا واحدة
وجناحا بديلا عن الذراع الأخرى
أستطيع أن أغوي البحر
باقتفاء خطاي
أشارك الغزلان محبتها للترحل
وآكل مما تنبت السماء
أسافر مع الهداهد إلى حيث تغترب
ولست مشغولا بالجنس ولا تستهويني النساء
لكنني أعشقكِ
كأنني أستثنيكِ عن حقيقتك
أنا شيطان أعمى
لكنني أرى كالخفافيش ببصيرة الألم
بالمحبة اليائسة لآلهة
تحجب العُصاةَ عن وصالها ..
ثمرةً ويمامةً
تَصِفُكِ لي روحي ..
ترابا ونورا
تطيرين كفكرة ..
لي شجرة في الغابة
ترافقني كلما أردت أن أتجول
بعيدا عن الملائكية الخبيثة لهؤلاء البشر
نتحدث معا عن الموت والحياة
ويطيب لنا كلامنا عن الحنين
والعشق المحرم
لي سمكة صديقة أيضا
أحيانا أبيت معها في محارة واحدة
نحاول أن ننسى ذكرياتنا المُرّة
وفقْد الرفاق في البحار القاسية
والمحيطات التي تأكل أبناءها
قطعًا أنا رجل يحمل أفكارا مريضة
وغير مرضية بالنسبة إليكِ
تارة أحيلُكِ حبّة فراولة
بين شفتيّ
وتارة بخورا يفوح بقلب معبد مندثر
في مدينة لا يسكنها سوى الجن العاشق
وتارة مُصْحَفًا أتلوه وأنا أبكي
قليلا من العسل الجبلي أدهن به جسدك
ألحسك كما يلحس البحر ضفافه
كما تلحس القطّة أبناءها
ما علاقة هذا بالخلق والوجود
بقدرة الإنسان أن يلمس الروح
أن يذوق طعم الفكرة
لست أعرف
لكني استشعرت هذه الحقيقة
لمستُ وذُقتُ
حتى وإن لم أكن أستطيع أن أعبّر ..
حين ألمس خدك
كانت الفراشات تولد في فضاء الغرفة
وحين أخبئ وجهي بين نهديك
تتفجر الينابيع بين أرجائها
وحين تغمرني أنفاسك
تنبت الزهور في كل صوب
يشرئب اللبلاب الأخضر
من أرضيتها إلى أقرب نجم بالسماء
تطير الجدران بعيدا ككائنات نورانية
وكما هبط آدم من جنته
خطفته دهشة أرض يطأها للمرة الأولى
يسأل من أنا
ولماذا جئت
وإلى أين أذهب
أنا أيضا كشيطان بارّ بفكرته وقلبه
هبطت من الجنة
صاعدا لعينيك
أسأل وليس ثمة من يجيب
لماذا ..
 
أحب وجهك .
 
***************

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads