الرئيسية » » أشياءٌ صغيرةٌ لأجلِها أحبُكِ | عصام أبوزيد

أشياءٌ صغيرةٌ لأجلِها أحبُكِ | عصام أبوزيد

Written By هشام الصباحي on الخميس، 21 أغسطس 2014 | أغسطس 21, 2014

.
*
أشياءٌ صغيرةٌ لأجلِها أحبُكِ
أحبُكِ وأنا أحملُ جيتاريَ المكسور
أحبُكِ لأني لا أجيدُ البرتغاليةَ مثلاً
أحبُكِ وأنا أرى شعرَ رأسي يتجعدُ
تقولُ ماما إنني ما زلتُ صغيراً
وإن قميصيَ الجديدَ خفيفٌ وشفاف
وإنه يكشفُ قلبي وهو ينبضُ ويرتعشُ ويخاف
وإنني أحتاجُ إلى الحب كثيراً لتستمرَّ حياتي
أريدُ في نهايةِ الأسبوعِ أن نلتقي
أن تأخذي وجهي بين يديكِ 
قولي ماذا تقرئينَ في وجهي؟!
أحبُكِ لأن يدي تؤلمني وأنا أتكلم
ورقبتي تميلُ ناحيةَ اليمينِ قليلاً
أحبكِ وأنا أقعدُ في "كوستا" وأتأملُ بنطلونَكِ الجينز
وأقولُ لنفسي: لن تنقلنا الكلماتُ إلى عالمٍ آخر
سنظلُ هنا مع كل هؤلاءِ الحمقى
أحبُكِ لأنكِ تعودينَ إلى البيتِ وتخلعينَ ملابسكِ وتعبرينَ الصالةَ عاريةَ وتدخلينَ المطبخَ عاريةً وتعدينَ الطعامَ عاريةً وتأكلينَ معي عاريةً ثم أكتبُ على ظهرِكِ العاري "إن الله يحبني لأنكِ في حياتي".
كلميني وأنتِ في البلكونة
أرسلي لي بعضَ الهواء
أكلتُ ثلاثَ سمكاتٍ وغلبني النومُ
أراكِ يا حبيبتي غداً
أظنها ستمطرُ غداً
تعالي غداً واخطفيني
كوني ساحرةً شريرةً أركبُ خلفها مكنسةً قديمةً ونطيرُ إلى قلعةِ المستحيل
لا أعترفُ بالمستحيلِ لكنه تقليدٌ لطيفٌ في حياتنا الكسيحة
تقليدٌ نبررُ به عجزنا عن الوقوفِ والاستمرار
أحبُكِ لأن اللغةَ العربيةَ تقولُ إنني أحبُكِ
أحبُكِ لأن الحب لم يعد ينتجُ شيئاً يستحقُ أن نحياه
انتهى عمرُهُ الافتراضي
وأرغبُ في تجربةٍ عاطفيةٍ جديدةٍ مستوحاةٍ من أحدِ أفلامِ الرعب، كأن أنزعَ رموشَ عينيكِ وأنا أبتسمُ في هدوء، ثم أفكرُ في مستقبلِ علاقتنا بعد كل هذهِ الكوارث... 
سنذهبُ إلى "كوستا" ونشربُ "لاتيه"
ثم نقعدُ متجاورينِ في سيارتِكِ ونبكي
في الواقعِ أحدُنا يبكي والآخرُ يبكي لأجلِهِ
لكن الواحدَ الذي بكى في البدايةِ يضحكُ الآن
أحبُكِ لأن الحبكةَ الدراميةَ تقتضي ذلك
أحبُكِ لأنني كنتُ أحبّ العقاربَ السوداءَ في طفولتي 
والآن أحب الكوكا كولا
وأعتقدُ أن إرادةَ اللهِ سبقت كل شيء
ليكن الله شاهداً على هذا الغرامِ العاصف.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads