سأنقش رسمه نيلاً
بدأتُ إليكِ إبحارِي .
| |
و فُلكِي مِن خيوطِ الشَّمسِ أَشرِعةٌ
| |
تُسابِقُنِي إلى عينيكِ يا سكَني .
| |
و ترسُمُنِي
| |
على الجُدرانِ في الوطنِ الذي يسرِي بأَوردتِي ،
| |
شَرايِيِنِي .
| |
كأَنسامِ الصَّباحِ الغَضِّ
| |
أو كنوافِذِ الدَّارِ .
| |
إذا ما استقطَبَت قمراً
| |
يُنوِّرُ ليليَ الجاني .
| |
أُسامِرُهُ ،
| |
و أَنثُرُ فِي مَدَى عينيهِ أَشواقِي و أعطاري.
| |
و أقرأُ في خُطُوطِ يديهِ
| |
قصَّةَ حُبِّنا الحاني .
| |
و ما كنتُ الذي ينسى
| |
حديثَ الشطِّ .. يا ليلايَ .. و المَرسَى
| |
و لا عهداً تسَطَّرَ منذ دِفءِ المهدِ
| |
في صفحاتِ وجداني :
| |
" سأَرفعُ مجدَهُ هَرَماً
| |
يُكلِّلُني
| |
و أَنقُشُ رَسمَهُ نِيِلاً على صَدرِي و ألحاناً بقِيثَارِي . "
| |
وأدعو اللهَ .. يا ليلايَ .. في سِرٍّ و إعلانِ .
| |
لينثرَني
| |
هواءً في رُبا وطَني .
| |
و يبعثَني
| |
دِماءً في عُروقِ الأرضِ ،
| |
في شريانِهِ الخَصبِ .
| |
و في الزَّيتُونِ ، في الرمَّانِ ،
| |
في همسَاتِ أَزهاري .
| |
أُباهِي أنَّنِي أُرضِعتُ من تارِيِخِهِ الغَضِّ .
| |
فمِن عَينينِ صافِيَتينِ مِثل النيلِ ..
| |
كان صفاءُ أفكاري .
| |
و مِن ثغرٍ ..
| |
تبسَّمَ مِثلَ وجهِ الشَّمسِ إِن سطعَت ،
| |
و من قِندِيلِ قريتِنا " بِكَفرِ الشَّيْخِ " ،
| |
تشكِيلِي و تكوِينِي .
| |
و عُدتُ اليومَ يا ليلى
| |
تَرَكتُ الجُرحَ ، طعمَ المِلحِ
| |
لونَ عباءةِ الأحزانِ في ديجُورِ أسفاري .
| |
فضُمِّينِي
| |
و من شفتيكِ داويني .
|