زَرَعَ القصِيدةَ ثُمَّ نام
زَرَعَ القصِيدةَ ثُمَّ نام .
| |
هُوَ مُطمَئِنٌ أنَّ عُمراً مِن عَنَاءِ الفَأسِ و المِحرَاثِ
| |
و التَّنقِيبِ في قِمَمِ الجِبالِ
| |
و في السَّحابَةِ
| |
والفَيَافِي
| |
عَن مِياهِ الشِّعرِ يَروِي جِذرَهُ العربيَّ
| |
لم يَذهَبْ هَباءً في خِضَمِّ الوَهمِ
| |
أو هَذَرِ الكَلاَم .
| |
هو مُطمَئِنٌ أنَّ ما زَرَعَت يَدَاهُ
| |
من الفَسَائِلِ و القَصَائِدِ
| |
سوفَ يُنبِتُ في قُلوبِ العاشِقِيهِ
| |
حدائِقَ الزَّيتُونِ والرمَّانِ
| |
يبعثُ شُعلةَ النيرانِ
| |
والأَقمارَ
| |
في جُنحِ الظَّلام .
| |
هو مُطمئِنٌ أنَّ أَطفالِ الحِجارةِ و الجدارةِ
| |
في قصائدِهِ .. غداً .. سيناكبونَ الغيمَ
| |
يتَّخِذُونَ نجماتِ المجرَّةِ مسكناً
| |
يتقوَّتونَ على الضِّياءِ
| |
على خشاشِ النَّجمِ
| |
يغتبِقونَ قهوةَ أُمِّهِ
| |
و حليبَ فجرٍ ما تغيَّرَ طعمُهُ مِن يومِهِ
| |
حتى يعودوا مثلما الطَّيرِ الأَبابيلِ اْنتِفاضاتٍ
| |
على ليلٍ يُعربدُ في ضلوعِ القدسِ
| |
يغرِسُ نصلَهُ في طُهرِ غزةَ
| |
ثم يشربُ نخبَ نشوتِهِ دماءَ التِّينِ والزَّيتُونِ
| |
جاماً بعد جام .
| |
هُوَ مُطمئنٌ
| |
أَنَّ أَشباهَ الرِّجالِ سيسقطونَ بقاعِ جُبٍّ
| |
بعدما رفعَ القصيدةَ بيْرقاً
| |
و سيُدفَنُونَ
| |
فلن يظلَّ سِوى الكرامةِ و الكِرام .
| |
يا يَاسَمِينَ قصائدي
| |
هل أَخبَرَتْكِ الطَّيرُ عن " قمرِ الشَّتاءِ " ،
| |
عنِ " المنادِيلِ " التي قطرَت دُموعاً " في اْنتظارِ العائِدِينَ " ،
| |
و نحنُ في حَرَمِ القصائِدِ نحتفِي بالفارسِ العَرَبِيِّ
| |
يشهَرُ حرفَهُ
| |
ليُعيدَ أَمجادَ القصِيدةِ
| |
يبعثَ المَيْتَ الذِي واراهُ جهلُ العابثينَ بلحمِهِ و عظامِهِ
| |
مِن ألفِ عام .
| |
هل أَخبَرَتْكِ بأنَّهُ ما ماتَ من جعلَ القضِيَّةَ همَّهُ
| |
و شرابَهُ و طعامَهُ
| |
حتى نَمَت كحمامةٍ خضراءَ فوقَ غُصونِهِ
| |
يروِي صداها رغمَ ويْلاتِ المنافِى مِن كؤوسِ لُحونِهِ
| |
و يُذِيقُ مَن يُزرِي بِها الموتَ الزُّؤام .
| |
زَرَعَ القصِيدةَ ثُمَّ نامَ بفيِّها
| |
يُسراهُ تُمسِكُ غُصنَ زيتونٍ
| |
و في اليُمنى حُسامْ
| |
و تمدَّدَ الجسدُ النَّبيلُ فلا تُراعُوا
| |
و اتركوهُ مُوَسَّداً بقصيدِهِ
| |
لا تُحدِثُوا الضَّوضاءَ قُربَ الفارِسِ
| |
ال أَلقي على الخُشُبِ المُسنَّدةِ السَّلام.
|