شكوى الزمن
يا ويلتا من عمريَ الباقي | هذا سوادٌ تحت أحداقي |
هذا بياضُ الشيب واعجبي | من مغرب في زِي اشراقِ |
ويلي على كأسٍ معربدةٍ | وعلى دمٍ في الكأس مهراقِ |
وعلى سراب خادعٍ وعلى | متألقِ اللمحاتِ براقِ |
طاف الزمان به على نفرٍ | مالوا بهاماتٍ وأعناقِ |
صُرعوا وأنت تظنهم سكروا | مات الندامي أيها الساقي |
يا دهر لم أشك الكلالَ ولا | ملكتْ خطوبُ الدهر إرهاقي |
عذبت أيامي بعِفَّتها | وقتلتها بصفاء أخلاقي |
يا كم غرست وكم سقيت وكم | نضرت من زهر وأوراقِ |
ما حيلتي والأرضُ مجدبةٌ | سيان إقلالي وإغداقي |
أين الذين رفعت فانحدروا | وبنيتُهم بنيان خلاق |
أن الوفاءَ بضاعةٌ كسدَتْ | ومآل صاحبِها لإملاقِ |
إن كنتُ لم أغنمْ فقد ظفرا | مني بمغفرتي وإشفاقي |
لكنني والجرح يُلهب لي | حسي ويكوي كَي إحراقِ |
هيهات أنسى أنهم عبثوا | ووفيْتُ لم أعبث بميثاقي |