إن وجهاً رأيته ليلة السبت
إن وجهاً رأيته ليلة السب | تِ رماني بحبه وتولى |
عجبٌ كيف يرتضي البعد عنا | من عبدنا في حسنه اللَه جلا |
هل حباك الإله بالحسن إلّا | لنرى فيك آيهُ تتجلى |
أنت أفسدتني وعلمتني ال | حب فهلا أصلحت مني هلا |
نظرةٌ منك لو رحمت تعيد الر | روح فينا كالروض جيد وطلا |
ما لنا غير ذلك الصدر مأوى | أو معاذ وجل ذاك وقلا |
لم أكن أحسب الزمان يريني | موضعاً لست فيه جنبي حلا |
أجدر الناس بانعطافٍ وأولى | أنت أن تتبع القطيعة وضلا |
بعد العهد غير ذكرى ليالٍ | قد تقضت وما شفت لي غلا |
وقفة العيش بغي غير أني | أجد الدهر ما يثقل رجلا |
ليت شعري ما حجة الزمن الجا | ئر أم كيف عذره حين زلا |
ثقلت وطأة البعاد على كا | هل صبري وآذنت أن تظلا |
أتأناك كي ترق وما تز | داد إلّا على المؤمل بخلا |
كان خيراً من السهاد رقادي | في حمى ظلك الوريف وأحلى |
غير أني في الحب أقنع بالذك | ر إذا ما الحبيب لم يك سهلا |
إن لي مهجةً يصدعها الشو | ق وما إن أخال إلّا مبلا |
لم تلمني أني هويتك لكن | لمت أني رعيت عهداً وإلّا |
لست تأبى على حبيك لكن | أنت تأبى الحفاظ ظلما ودلّا |
بأبي أنت مغضباً ولعمري | ما أقل الفداء مني وأغلى |
لكم الدل والتجني علينا | وعلينا الحفاظ أحسنت أم لا |
ليت شعري متى تشق بنا الني | ل جوارٍ ويا عسى ولعلا |
محقباً خمرةً لنطرب كالبح | ر ونغدو لصحبه البحر أهلا |
أي شيءٍ ألهاك عن مركب الن | نيلِ وقد كنت لأتني عنه قبلا |
ما برحنا نرجو قدومك حتى | قد مللنا خلف الرجاء وملا |
إن لي مجلساً على النيل فيّا | حاً فالا وافيتني فيه إلّا |
متعة العين من ملاحة مرأىً | ومني النفس من صباحة مجلى |
حيث لا نرهب الزمان ولا نر | قب سحّاً من الملام ووبلا |
وهي الراح لا نشعشع منها | وعلي الإكثار نهلاً وعلّا |
نقطع الليل في احتساء شرابٍ | ليس أنفى للهم منه وأجلى |
بين أقداحنا حديثٌ هو السح | ر يناجيك فيه قلبٌ تملى |
ليس تستعذب المدامة إلّا | بنديمٍ أرق منها وأحلى |
صاحبٌ مؤنسٌ وكأنسٌ دهاق | ذاك حسبي لو يجعل الدهر فعلا |
هل أرى نجح ما وعدن ظنوني | أم ترى باعها يعود أشلا |
لست بالمملحف الملح ولا بالطا | مع العين إن وهبت الأقلا |
إن تجودوا سحبت ذيلاً وفلا | أو تضنوا فلست أعدم خلا |