هي الحماية هب اليوم داعيها
هي الحماية هب اليوم داعيها | ردوا الأكف وصدوا عن مخازيها |
لا تجعلوا النيل صيداً في مخالبها | فالويل للنيل إن هاجت ضواريها |
تكشفت غمرات الروع وانحسرت | غارات كل رحيب الدرع ضافيها |
ما زالت الحرب حتى ارتد قائدها | وانصاع في السلب المبتز غازيها |
الخيل تجمح والأبطال مدبرة ٌ | فوضى يحيد عن الداعين ناجيها |
ولهى من الذعر يدعو في أواخرها | سعدٌ وتدعو على سعدٍ أواليها |
ما كان بالقائد الميمون طالعه | لو استبان سبيل الرشد غاويها |
لئن دعاها إلى الطغيان آمرها | لقد نهاها عن الطاغوت ناهيها |
ما أظلم القوم يجزون البلاد أذى | وهي الحياة وما تسدي جوازيها |
يا سعد إن عقوق النفس مهلكة ٌ | فاستبق نفسك واحذر بطش باريها |
لا يفلح المرء ينفي النصح مسمعه | إذا دعا جامح الأقوام داعيها |
ولن ترى ماكراً يخفي سريرته | يبغى النكيثة إلا سوف يبديها |
أكلما قلت قول الصدق أنكرني | شعبٌ يرى الصدق تضليلاً وتمويها |
ألوم سعداً وما يألوه تكرمه | وكلما زدت لوماً زاد تنزيها |
لولا الكنانة أحميها وتمنعني | طاح الحمام بنفسٍ جد راميها |
أحببتها حب مشغوفٍ بحاضرها | وبالغد الحر مفتونٍ بماضيها |
والحب في شرعة الأقوام مهزلة ٌ | يشجيك ضاحكها طوراً وباكيها |
رواية ٌ صاغها سعدٌ وزينها | من صحبه الصيد للأطفال راويها |
برئت من كل خداعٍ لإمته | يساوم الخصم إن جد الردى فيها |
إذا نجا لم يرعه هول مصرعها | وإن شدا لم يزعه صوت ناعيها |