ميلاد زهرة
يا شعراء الرّوض أين البيان ؟ | أين أغاريد الهوى و الحنان ؟ |
قد ولدت في روضكم زهرة | يا حسنها بين الزّهور الحسان ! |
حلم الفراشات ، و حبّ النّدى | و خمرة النّحل و سحر الأوان |
قد بشّر الأرض بها مرسل | مجنّح من نسمات الجنان |
و النّور سرّ في ضمير الدّجى | و الفجر طيف لم يبن للعيان |
أبصرتها تهفو على غصنها | في وحشة اللّيل و صمت المكان |
بيضاء و حمراء تزهى بها | عرائس النرجس و الأقحوان |
تظلّ تصغي ، و تظلّ الرّبى ، | و العشب ، و الجدول ، و الشّاطئان |
و ليس منكم حولها هاتف | تسكب موسيقاه سحر البيان |
هل ملّت الخمرة أقداحكم | أم نضبت من خمرهنّ الدّنان |
قوموا انظروا الظلّ على مهدها | يرقص فيه قمر الإضحيان |
لو تقدر الأنسام زفّت لها | أربعة الفردوس في مهرجان |
و أسمعت خفق أنفاسها | صوت البشيرات و شدو القيان |
يا شعراء الرّوض كم زهرة | ميلادها من حسنات الزّمان |
حسبي من الدّنيا على شدوكم | زهر و خمر ووجوه حسان |