أرى الأرض ترجف بالعالمين
أحمد محرم
أرى الأرض ترجف بالعالمين | ويسبح سكانها في الدم |
وفي مصر شعبٌ دهاه القضاء | فلم يدر شيئاً ولم يعلم |
يجيء ويذهب في المضحكات | كعهدك في الزمن الأقدم |
وما يعرف الشعب كنه الأمور | برأيٍ غوي وقلبٍ عم |
لقد كشف الدهر أسراره | وأبدى الخفي فلم يكتم |
وجاءت من الله رسل غضاب | تصب العذاب على المجرم |
فمن يستهن برسالاتها | يعذب ومن يستقم يسلم |
حذار بني مصر من وقعها | صواعق تعصف بالأنجم |
تناهوا عن الغي واستيقظوا | فقد وضح الصبح للنوم |
وردوا النفوس إلى ربها | وعودوا إلى دينه القيم |
عجبت لمستهترٍ لم يتب | عن الفاحشات ولم يندم |
تقوم القيامة في العالمين | وتبرز في هولها الأعظم |
ونحن على الشر من عكفٍ | نوالي الضجيج ومن حوم |
جعلناه ديناً فمن مأثمٍ | يهز السماء إلى مأثم |
يجود الغوي بملء اليدين | إذا راح في غيه يرتمي |
ويسأله الله أدنى القروض | فيأبى ويبخل بالدرهم |
وشر البرية ذو نعمة ٍ | يشن الحروب على المنعم |
ولو عرف القوم معنى الحياة | وماذا يراد من المسلم |
لهبوا سراعاً إلى الصالحات | وساروا على السنن الأقوم |
وشدوا عرى الدين واستمسكوا | من الله بالسبب المحكم |
تولى القوي بحق الضعيف | وجار الغني على المعدم |
تمرد هذا فلم يزدجر | وعربد هذا فلم يرحم |
أخاف على القوم من نكبة ٍ | تبيت لها مصر في مأتم |
أرى الأرض تخسف بالظالمين | وأي بني مصر لم يظلم |
خذلنا الكتاب ورب الكتاب | فأين الحمى وبمن نحتمي |
ومن يخذل الله لا ينتصر | ومن يهن الله لا يكرم |
ومن لا يرد عنده عصمة ً | إذا فدح الخطب لم يعصم |