بطل الأبطال
بطل الأبطال من أرض الهرمْ | لبس الغار وجلّى وغنمْ |
كيف تذرون عليه دمعكم | وهو وضاحُ المحيا يبتسمْ |
كيف يبكي منكم الباكي على | عَلَمٍ لف شهيداً في عَلَمْ |
يا شباب النيل فتيان الحمى | وحماة الدار أشبال الأجمْ |
زعموكم أمة هازلة | كذب الزاعمُ فيما قد زعمْ |
تتحداهم على طول المدى | ثورة نكراء شبت تلتهمْ |
ومقال الدهر عنا في غد | وحديث المجد عن عبدالحكمْ |
كم أغر في بواكير الصبا | ناضر يسحب أذيال النعمْ |
طبعه الجود فلما هتفت | مصر تدعوه تناهى في الكرمْ |
قدم الورحَ اليها ومشى | ثابت الخطوةِ جبارَ القدمْ |
كلفتهُ اليقظةُ الكبرى بها | همة ترعى وعيناً لم تنمْ |
جشمته خطة دامية | وعرة المسالك حفت بالألمْ |
يجد الموتُ بها لدته | ويرى العار إذا المرء سلمْ |
يا لهذي الجنة الفيحاء كم | فتحت قبراً لباغٍ قد ظلم |
يصبح الصبحُ على هذي الربى | فإذا الورد ضحوك في الأكمْ |
فإذا أمسى المساء انقلبت | فوهة شعواء ترمي بالحممْ |
لست تدري إذ تراها ظمئت | فروى الأحرار واديها بدمْ... |
ذاك لون الورد أم لون الردى | الجاثم أم لون الحميم المضطرم! |
يا شباب النيل فتيان الحمى | وحماة الدار أشبال الأجم |
حطموا القيد الذي حطمكم | واجعلوا أمتكم فوق الأمم |
وإذا استشهد منكم بطل | جاده الغيث وحيته الديم |
ولقد أدى لمصر دينه | ذلك الفادي، ووفى بالقسم.. |